الاحتلال التركي يغتصب أسماء القرى السورية ويحولها إلى اللغة التركية

تتطور يوماً بعد يوم سياسة التتريك التي يتبعها الاحتلال التركي في المناطق السورية، وصولاً إلى إلصاق أسماء القرى باللغة التركية إلى جانب أسمائها باللغة العربية، سيما في مدينة الباب المحتلة شمال شرقي حلب.

ويأتي تطبيق سياسية التتريك من قبل الفصائل المسلحة الإرهابية الموالية لـ الاحتلال التركي، حيث خطّت بيدها أسماء 11 قرية في ضواحي الباب وجرابلس باللغة التركية، منها قرية “حاج كوسا” شمال شرق مدينة الباب، وقريتا “شاوى” وزلف” الكرديتان، وهما اثنتان من 127 قرية كوردية في منطقة الباب، رفض سكانها التحدث بغير اللغة الأم حتى الآن.

ولم تكن تجربة الباب هي الأولى، فسابقاً شهدت مدينة عفرين المحتلة تغييراً لأسماء قرى كوردية بالكامل إلى اللغة التركية، مثل تغيير اسم قرية “كوتانه” إلى “ظافر أوباسي” وقرية “قسطلة مقداد” إلى “سلجوق أوباسي”، فضلاً عن تغيير “عفرين” ذاتها إلى “غصن الزيتون”.

ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي لبعض مناطق الشمال السوري، رفع العلم التركي في الدوائر الرسمية، وعلى النقاط والحواجز العسكرية، وأكتاف الإرهابيين الموالين لها، وتداول الليرة التركية في الأسواق والمعاملات، وأُجبر الطلاب في المدارس والجامعات على تعلم المناهج التركية بدلاً من المناهج الوطنية.

وفي هذا الإطار أطلق معهد “يونس إمره” التركي، حملة تعليم اللغة التركية لـ 300 ألف طفل سوري، بأربعة فروع له في الباب وأعزاز وجرابلس وعفرين.

وربطت تركيا المدن السورية المحتلة بالولايات التركية، وألزمت السكان على استخراج بطاقات شخصية تركية، بعد أن سحبت منهم البطاقة الشخصية والعائلية السورية، وبحسب مراقبين فإن كل هذه الخطوات، هي جزء من استراتيجية سياسة التتريك في المنطقة، ضمن خطط تسعى لضمها إلى الخريطة التركية في أول فرصة تسمح لها بذلك.

ويأتي “نموذج حلب” الجديد كتأكيد على أهداف التركي واطماعه في سورية، وينص على ضم حلب إلى خارطة الطريق، مستغلاً عشرات آلاف اللاجئين ومثلهم من السوريين، في منطقة تزيد مساحتها على عشرة آلاف متر مربع، بعد خلق فرص عمل لهم، وفتح الباب أمام المستثمرين الأتراك وتحديداً من محافظة “غازي عنتاب” لإقامة مشاريع سكنية ضخمة ومعامل ومصانع في المحافظة، وبتمويل من دول في الخليج.

وبعد أي مشروع، يأتي دور “المجالس المحلية” الذراع المدني لتركيا، فتختار اسم المشروع نسبة إلى أسماء الجنود أو الضباط الأتراك ممن قتلوا على الأراضي السورية، أو أسماء مسؤولين أتراك لازالوا على رأس عملهم، وكذلك الحال بالنسبة للمرافق العامة والحدائق والمدارس.

وتشهد مناطق شمال غربي سورية حالة من الاستهجان والغضب الشعبي، حيث بات تأكيد الهوية العربية ضرباً من الخيال، في ظل استمرار مشاريع التغيير الديموغرافي وطمس الهوية الثقافية.

وتحدثت مصادر محلية، عن طرح استفتاء من قبل الاحتلال التركي في بعض المدن السورية الخاضعة لسيطرة الفصائل الإرهابية الموالية له، بهدف منحها الحكم الذاتي وإلحاقها بالأراضي التركية، لافتة إلى أن الخطة أُجلت لإعادة دراستها بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية، وعندما يكون المشهد السياسي الإقليمي والدولي مؤاتيا.

وفي إطار ذلك، حذرت منظمة “فرساي” لتلاقي الثقافتين العربية والفرنسية في بيان لها، من مخاطر سياسة التتريك، فدعت الجامعة العربية واليونسكو للتنبّه لمخاطر هذه السياسة، ووصفها بأنها ممارسات احتلالية بكل معنى الكلمة، في حين أغفل بيانها دور التتريك الذي يرمي أيضاً إلى ضرب الهوية والوجود الكرديين.