أحداث السويداء: كيف يرى السوريون أسباب التصعيد ومن يتحمّل المسؤولية؟
أصدر المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى) تقريرًا ميدانيًا جديدًا بعنوان “موقف الشارع السوري من أحداث السويداء”، تناول آراء السوريين حول الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء التي خلّفت أزمة عنف طائفي واسعة، وانعكاساتها على المشهد الوطني.
إقرأ أيضاً: لماذا لا تنتفض العشائر العربية لغزة كما انتفضت للسويداء؟
استند التقرير إلى استطلاع شمل 1950 مشاركًا ومشاركة من 13 محافظة سورية (باستثناء السويداء)، تم جمع بياناتهم بين 18 و21 يوليو/تموز 2025، بهدف قياس الرأي العام حيال الأطراف المتسببة بالأحداث، وتقييم تعامل الحكومة السورية مع الأزمة.
43.5% يرجّحون وجود مخطط إسرائيلي لإشعال الفتنة
بحسب نتائج التقرير، أرجع 43.5% من المشاركين أسباب التصعيد في السويداء إلى مخطط إسرائيلي يهدف إلى تفجير صراع بين مكونات المجتمع السوري، فيما حمّل ثلث المستجيبين الفصائل الدرزية غير الرسمية المسؤولية عن الاشتباكات، معتبرين أنها لا تنتمي للجيش السوري الرسمي.
80% يعتبرون المواجهات دعوة انفصالية
أظهرت النتائج أن 80% من المشاركين يرون في أحداث السويداء محاولات انفصالية، في ضوء الدعوات للتدخل الأجنبي، مثل طلب الحماية الدولية من زعماء الطائفة الدرزية في السويداء وفلسطين، إضافة إلى قصف إسرائيلي استهدف مواقع حكومية في دمشق عقب التصعيد.
في المقابل: دروز السويداء متمسكون بالخيار الوطني
رغم ذلك، أكد 63% من المشاركين أن أهالي السويداء من المدنيين يرفضون الانفصال، ويتمسكون بالخيار الوطني والدولة السورية الجديدة، مع تأكيدهم على ضرورة اندماج المكوّن الدرزي ضمن الدولة اقتصاديًا، اجتماعيًا وعسكريًا.
تدخل العشائر: فزعة أم بديل عن الدولة؟
وعن تدخل العشائر السورية في الصراع، رأى حوالي 66% أنه جاء بدافع “الفزعة” للبدو، بينما قال 27% إن العشائر لعبت دور الدولة السورية في المواجهات، وهو ما اعتبره معدّو التقرير مؤشرًا خطيرًا على هشاشة مؤسسات الدولة وضعف دورها في فض النزاعات الأهلية.
55%: الحكومة السورية ارتكبت أخطاء في إدارة الملف
أظهرت النتائج أن 55% من المشاركين يرون أن الحكومة السورية تعاملت مع الأزمة بطريقة خاطئة، إذ لم تتمكن من منع الانزلاق إلى المواجهات، وفشلت في احتواء التوتر، ما فتح الباب أمام تفكك الولاءات الوطنية لصالح الانتماءات الطائفية والعشائرية.
السوريون يدعمون نزع السلاح وبسط سيادة الدولة
في المحور الإصلاحي، أيدت الغالبية المطلقة من المشاركين نزع السلاح العشوائي خارج إطار الدولة، وتفعيل لجان السلم الأهلي، وإشراك المجتمعات المحلية في إدارة شؤونها، إضافة إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات وعودة المهجرين إلى مناطقهم.
دعوات لحوار شامل وعدالة انتقالية
وفي الختام، دعا التقرير إلى إطلاق حوار سياسي ومجتمعي شامل، يجمع جميع المكونات والتيارات السورية، كخطوة ضرورية نحو تثبيت الرؤية الوطنية التشاركية، وتفعيل آليات العدالة الانتقالية، بما يشمل محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في مناطق السويداء والساحل وكافة أنحاء سوريا.
إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟
إقرأ أيضاً: الشارع السوري المؤيد للشرع: الاتفاق مع الهجري استسلام مذل وإقرار بفشل الدولة