أصبح هذا الامر همّاً مشتركاً لدى العديد من الأمهات، إذ تشتكي الكثير منهن من مشاهدة أبنائهن المراهقين للأفلام الإباحية، ولا تعلمن كيفية التعامل مع موضوع حساس كهذا.
شبكة “داما بوست” التقت الاختصاصية النفسية رانيا مهنا والتي أوضحت لنا طريقة التعامل الصحيحة في هذه الحالة.
أسباب ميل المراهقين لمشاهدة الافلام الإباحية
وبيّنت الاختصاصية النفسية أن فترة المراهقة هي من أهم الفترات التي يمر بها الإنسان، لأنها فرصة للتعلّم العميق المؤثر على حياته لاحقاً.
وأوضحت مهنا أنه بهذه الفترة ترتفع نسبة هرمونات ونواقل عصبية معينة تجعل المراهق يرغب بالتعرّف على نفسه، مشيرةً إلى أن الفصوص الدماغية لا تكون متكوّنة بشكل كامل، والتي تكون مكابح للحد من مخاطر السلوكيّات، ولذلك يميل المراهق للإشباع الفوري للاحتياج أو للغريزة أو للرغبة بغض النظر عن مخاطر المستقبل.
وقالت الاختصاصية: “ظاهرة مشاهدة الأفلام الإباحية هي ظاهرة منتشرة بشكل كبير، ومن أسباب الانتشار السريع هو الانفتاح في هذا العصر و(الإنترنت)، ودور وسائل الإعلام، ووجود الأشخاص الذين يعملون على هذه الأفلام في مراكز تأثير، لذلك يؤثرون على الشباب خاصةً في عمر المراهقة”.
وأضافت: “من أسباب انتشار الظاهرة أيضاً ميل المراهق إلى التعرّف على جسده، ما يجعل لديه ضعف في الرقابة الذاتية”.
كيفية التعامل الصحيح من الأمهات مع الموقف
وأشارت مهنا إلى أن دور الأمهات كبير جداً في هذه المرحلة، بالإضافة إلى دور الآباء أيضاً، ويجب أن يكون هناك حوار ومناقشة عن هذه الأمور، بالإضافة إلى التجاهل، أي أن المراهق تنمو لديه الغريزة ومن المهم أن يعرف وظائف جسمه وهذا من حقه، موضحةً أن التوازن مهم ولا يجب أن يطغى شيء على الآخر، لأن المراهق سيميل إلى رؤية هذه الأشياء والتعرّف عليها بوجود الأم أو عدمه خاصةً في هذا العصر وفي ظل المتغيرات السريعة جداً.
وذكرت الاختصاصية أن الأم يجب أن تكون مدركة لاحتياجات النمو عند ابنها المراهق، ولرغباته وغرائزه، ومن ثم تتصرف على هذا الأساس.
ولفتت مهنا إلى أنه يجب أن تكون هناك مراقبة، لكن ليست المراقبة التي تجرح خصوصية المراهق، بل أن تعطيه خصوصية ومسافة، وتكون مراقبة له عن بعد.
ونوّهت الاختصاصية بأنه يجب الابتعاد عن الصراخ والعقاب والتخويف والتهديد في هذه الحالة، لأن الأم تتعامل مع مراهق في طور النمو والتطوّر إلى مرحلة الشباب.
الحلول التربوية والنفسية
وأفادت مهنا أن الحلول المفترحة تكون بداية بوجود ثقافة جنسية، وألا نخجل من جسدنا ووظائفه التي خُلقنا عليها، وأن نفسح مجالاً للمراهق بأن يعبر عن نفسه، وعمّا في داخله لكي نستطيع أن نتفاهم معه، ونصل إلى نقطة التوازن بين غرائزه واحتياجات نموّه والسلوكيّات التي يجب أن يسلكها.
وتابعت: “من المهم أن تنشر المدارس أيضاً هذه الثقافة بطريقة موّجهة ومُراقبة”.