معاناة من بطء الانترنت في حمص.. مصدر في الاتصالات لـ”داما بوست”: أسباب تتعلق بالمشترك وأخرى بالمقاسم
داما بوست _ عمار ابراهيم
يعاني سكان محافظة حمص خلال الفترة الحالية من ضعف شبكة الانترنت المقدمة عبر تقنية ADSL، بمختلف المزودات سواء كانت لشركات خاصة أو الحكومية عبر مقاسم البريد، إذ يكون من الصعب جداً تصفح المواقع ومشاهدة الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتزداد تلك المعاناة بشكل أكبر بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لمعظم فترات اليوم، وتأثير ذلك على جودة الخدمة المتواضعة أصلاً، حيث أنه من المعروف عدم وصول سرعة الشبكة إلى الرقم الفعلي لها.
ويشكل طلاب الشهادة الثانوية ومعهم الجامعات الشريحة الأكثر تضرراً جراء هذه المشكلة، حيث أنهم يتقدمون للامتحانات ويعتمدون بشكل كبير على الانترنت في الدراسة ومتابعة تفاصيلها بالاعتماد على بعض التطبيقات مثل تليغرام وواتس أب.
وقال وائل (طالب بكالوريا علمي) إن: “الإنترنت أصبح عصب الحياة ومن أهم اساسياتها، إذ نعتمد على تبادل الملخصات والمقاطع التعليمية عبر وسائل التواصل الشهيرة فيما بيننا، لكن بطء الشبكة وصل إلى مرحلة لا يمكن معها تحميل مقطع بحجم 5 ميغا إلا بعد مرور وقت طويل”.
بينما عبر محمود (صاحب محل موبايلات في حي الزهراء) عن استيائه من هذه المشكلة قائلاً إن: “سرعة الشبكة كانت 2 ميغا ولم تكن كافية لتحميل البرامج للزبائن، فقمت برفعها إلى 4 ميغا دون أي استفادة تذكر، وعند قياس سرعتها تبين أنها لاتتجاوز 500 كيلو بايت وهو رقم متواضع قياساً بقيمة الفاتورة الكبيرة”.
أما كنان (موظف) أكد خلال حديثه لشبكة “داما بوست” بأن أجوبة المقسم تكون مضحكة وموحدة في كل مرة نسأل عن سبب بطء الشبكة، إذ يتم الرد بأن ذلك يعود لعدد المتصلين الكبير على الراوتر، علماً أنني أسكن مع زوجتي فقط وسرعة الشبكة المفترضة 2 ميغا لكنها لا تتجاوز 200 كيلو.
هذا ووصلت عدة شكاوى من ريف حمص بجميع اتجاهاته عن المشكلة ذاتها، ومنها قرية تنورين بريف حمص الغربي، التي أكد عدد من سكانها أن الشبكة تغيب معظم فترات اليوم وتكون شبه موجودة عند وصلها وبالكاد تكفي لإرسال رسائل واتس أب.
وحاول مراسل “داما بوست” التواصل مع مدير اتصالات حمص المهندس “كنعان جودا” لمعرفة أسباب بطء شبكة الانترنت في عموم المحافظة لكنه لم يجب على الاتصالات المتكررة.
من جهته، بين أحد المهندسين في اتصالات حمص خلال حديثه لشبكة “داما بوست” أن: “ضعف الانترنت يعود لعدة أسباب، منها يتعلق المشترك ومنها يتعلق بالشبكة الهاتفية والمقاسم”.
وقال إن: “الأسباب التي تعود للمشترك هي طريقة الوصل الخاطئة، والتي غالباً تكون ضمن التمديد الداخلي القديم المعرض للرطوبة أو وصل دارات كهربائية مع خط الهاتف مثل هاتف لاسلكي، جرس، كاشف آلي وغيره”.
وأشار المهندس الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن: ” نوع الراوتر وعمره التشغيلي أيضاً دور في سرعة الانترنت، كما أن لضعف البطارية الموصولة على الراوتر دور في ضعف الانترنت”.
وأكمل: “أما من ناحية المشاكل الخارجة عن منزل المشترك فضعف الانترنت يعود لعدة أسباب،أحدها عدد البوابات الذي يزداد باستمرار دون توسيع الحزمة الحالية، بالإضافة لمشاكل الشبكة الأرضية النحاسية من حيث الأعطال وتشابكها مع الصرف الصحي او الكهربائي أحياناً”.
ولفت المهندس إلى أن: “بعد منزل المشترك عن المقسم يلعب عاملاً مهماً في ضعف الانترنت، حيث غالباً يلجأ المشترك البعيد عن المقسم لرفع سرعة الانترنت بهدف تجاوز انخفاض السرعة وهذا مفهوم خاطئ، حيث أن جودة خط الهاتف (snr) تنخفض عند رفع السرعة وفي حال البعد عن المقسم تكون منخفضة أساساً مما يزيد من انخفاض الجودة”.
ومن أحد الأسباب بحسب المهندس، هي أن غالبية سرعة شبكة الانترنت لدى المشتركين هي 2 ميغا مما يزيد الضغط على هذه الحزمة خلال فترة الذروة والدليل تحسن الانترنت في فترات الفجر”.
الجدير بالذكر أن هذه المشكلة تترافق مع ارتفاع تكلفة تفعيل باقات الانترنت عبر شبكتي الاتصال “ام تي أن” و “سيرتل”، إذ تبلغ تكلفة أقل باقة إنترنت شهرية 50 ألف ليرة وتصل 300 ألف ليرة، وهو ما يعادل راتب موظف لشهر كامل، ناهيك عن جودة الخدمة الرديئة معظم الأحيان.