خبير لـ “داما بوست”.. الوساطة “القطرية” فاشلة دون تقديم ضمانات لإيران
داما بوست | الهام عبيد
دعا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى زيارة الدوحة رسمياً، في وقت تحاول فيه واشنطن إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات النووية.
وتأتي الدعوة في محاولة قطرية للعب دور الوسيط بين الجانبين، سيما في ظل العلاقات القوية التي تجمعهما مع الدوحة.
ويرى الخبير بالشؤون الدولية من لبنان “هادي دلول” في تصريحه لـ “داما بوست” أنه لا فرق بين الوساطة القطرية والوساطتين العمانية والعراقية السابقتين، ويبقى الموضوع محصور بقدرة الأمريكي على تقديم ضمانات ترتقي لمستوى تطلعات الشعب الإيراني، أهمها إغلاق ملف ادعاءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور على آثار مواد نووية في 3 مواقع إيرانية غير معلنة.
وعن الآمال المرجوة من الوساطة القطرية يشير “دلول” إلى أن دعوة الرئيس الإيراني لزيارة الدوحة لا يعني موافقته على المقترحات الأمريكية التي تحاول إرسالها عبر قطر، فاستلام البريد لا يعني قبوله، وبالتالي فإن الخطوط العريضة للزيارة ستكون لتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين بالدرجة الأولى، إلا في حال قدمت واشنطن ضمانات.
ولفت “دلول” إلى أن أمريكا تريد الدخول عبر باب السعودية بعد إعطائها الضوء الأخضر في تقاربها مع إيران، لاستثمار العديد من الملفات أهمها اليمني، وخصوصاً التهديدات المستمرة من “أنصار الله” لشركة ”أرامكو” النفطية، ولاستحالة جلوس اليمني على طاولة واحدة مع الأمريكي ستستثمر طهران الملف عبر ضمانات تتمثل برفع يده عن الانتقالي وفك المعابر والعقوبات، عن طريق إجبار الإماراتي والسعودي على تنفيذها.
وأوضح أن مشكلة إيران مع الأمريكي تعدّت الملف النووي وصولاً إلى وجوده العسكري في سورية والعراق وتوترات خليج فارس، وكلها تحتاج إلى ضمانات سيفرض على الأمريكي تنفيذها حتى يستطيع الانتقال إلى مرحلة الاستثمار البتروكيميائي من بوابة لبنان عبر إرضاءه، وفي حال نجاحه يكون قد قلّم أظافر الروسي المنافس الأول له بتروكيميائياً في الشرق الأوسط، حسب قوله.
وارتأى الخبير الدولي أن تقديم الضمانات يمكن أن يكون بتسليم الإيراني ورقياً المعدات الموجودة في أبو ظبي، قطر، البحرين، عمان، الكويت والسعودية، والبالغ قيمتها نحو 150 مليار دولار تعمل لصالح شركات أمريكية، ألمانية، فرنسية وإنجيلزية، يضع الحرس الثوري البحري يده عليها، في حال ظهور أي منغصات كالتي افتعلها الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”.
واعتبر “دلول” أن العودة إلى طاولة المفاوضات ضرورة أمريكية أكثر مما هي إيرانية، تحديداً بعد تهديدات الأخيرة بإرجاع الاتفاق إلى ما قبل الصفر في حال تعطيله من قبل الغرب، سيما أنه بات لديها أجيال جديدة من الطرد المركزي ونسب تخصيب عالية لا تتوافق مع بنود الاتفاق الموقع في 2015، وبالتالي لن تقدم تنازلات لاتفاق تنتهي مفاعيله عام 2025.
وختم حديثه بالقول.. “إذا أعلنت واشنطن فشلها وقررت تسكير الملف أمام مجلس الأمن، فسيعمل الروسي مع الصيني على استمرار تنفيذه بثلث المجلس وتفريغه من محتواه بشرط الحفاظ على الرخصة والتسجيل رقم 2231، وبالتالي سحب البساط من تحت أقدام الأمريكي.