سوريا مرشحة لدخول “اتفاقيات أبراهام”.. تحولات إقليمية
تتجه الأنظار مجددًا نحو العاصمة السورية، مع تزايد المؤشرات على احتمال انضمام دمشق إلى اتفاقيات “أبراهام” التطبيعية، في خطوة تعكس تغيّرات كبيرة في المشهد الإقليمي، خصوصًا بعد وقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
ذكرت “هيئة البث” الإسرائيلية، أن الإدارة الأمريكية تعمل بنشاط على توسيع نطاق اتفاقيات “أبراهام” لتشمل ثلاث دول إضافية: سوريا، السعودية، ولبنان.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في تصريحات لقناة “الجزيرة”، إن الإدارة السورية الحالية تجري محادثات “هادئة” مع إسرائيل حول مختلف الملفات، معتبرًا أن حكومة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لا تسعى إلى الحرب، بل إلى علاقات أكثر استقرارًا في المنطقة.
وأضاف باراك: “يجب أن نعطي فرصة لهذه الإدارة الجديدة”.
بالتوازي مع هذه التصريحات، تداول ناشطون صورًا من شوارع تل أبيب، تظهر لوحة إعلانية ضخمة تحمل عبارة: “حِلف أبراهام.. حان الوقت لشرق أوسط جديد”، وتتوسطها صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي لقادة عرب، يظهر بينهم الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و11 زعيمًا عربيًا آخر.
تصريحات أمريكية تكشف المحادثات
وفي تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، في 25 من حزيران، قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن الولايات المتحدة تُجري حاليًا محادثات “ناجحة” مع عدة دول عربية بشأن الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، متوقعًا “سيلًا من الإعلانات” في الأسابيع المقبلة. وأوضح ويتكوف أن واشنطن تسعى إلى بناء منظومة تطبيع تُسهم في استقرار الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن دولًا لم تكن مرشحة في السابق أصبحت الآن على طاولة التفاوض.
حوار مباشر سوري–إسرائيلي
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد كشف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في اجتماع مغلق للكنيست بتاريخ 22 من حزيران، أن هناك حوارًا مباشرًا مع القيادة السورية، بما في ذلك الرئيس أحمد الشرع نفسه، وليس فقط من خلال وسطاء.
وأوضح أن الحوار يشمل ملفات أمنية وسياسية، معتبرًا أن دمشق ولبنان مرشحتان قريبتان للانضمام إلى الاتفاقات، وأن تطبيع العلاقات قد يُفضي إلى إعادة النظر في الوجود العسكري الإسرائيلي ضمن المنطقة العازلة الحدودية مع سوريا.
وتأتي هذه التصريحات في سياق ما أشار إليه الرئيس السوري في وقت سابق، حين تحدث في 7 أيار، خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة أطراف دولية، لتخفيف التصعيد الأمني. وفي تقاطع لافت، نقلت وكالة “رويترز” سابقًا عن مصادر دبلوماسية أن الإمارات لعبت دورًا في فتح قنوات خلفية للتواصل بين سوريا وإسرائيل، ضمن مساعي الدعم العربي للحكومة السورية الجديدة.
ما هي اتفاقيات أبراهام؟
وقّعت أولى اتفاقيات أبراهام في 15 أيلول 2020، بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية أمريكية في عهد دونالد ترامب. لاحقًا انضمت السودان في تشرين الأول، ثم المغرب في كانون الأول من العام نفسه.
التحول السوري: واقعي أم تكتيكي؟
إذا ما تم فعليًا انضمام سوريا إلى الاتفاقيات، فستكون هذه خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين دمشق وتل أبيب، بعد عقود من القطيعة والصراع، وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول ما إذا كانت هذه التحركات تكتيكية لكسب دعم دولي للمرحلة الانتقالية، أم أنها تحول استراتيجي في توجهات الدولة السورية.
اقرأ ايضا:صورة الشرع في تل أبيب: مؤشر على تحولات جيوسياسية محتملة