إدلب: توجه رسمي لإعادة ممتلكات الطائفة الشيعية في معرة مصرين.. والإقامة مؤجّلة
كشفت مصادر خاصة لموقع المدن عن وجود توجه رسمي لدى الحكومة السورية الانتقالية لإعادة العقارات والأراضي المصادرة لأصحابها من أبناء الطائفة الشيعية في مدينة معرة مصرين شمالي محافظة إدلب، وذلك بعد سنوات من مصادرتها عقب مغادرة سكانها الشيعة في عام 2012.
إقرأ أيضاً: الفوعة بلدة سورية بين التهجير والتملّك المؤقت
تفقد آمن… بشروط مشددة
وفق المصادر، سُمح لعدد من أبناء الطائفة الشيعية بتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم داخل المدينة، مع توفير حماية أمنية لهم.
ويُشترط لاستعادة أي عقار تقديم سند ملكية رسمي (طابو أو عقد بيع أو حكم قضائي)، على أن تتم عملية التسليم خلال الأسابيع القادمة، بعد إخلاء العقارات من الشاغلين الحاليين، وهم في الغالب إما مدنيون نازحون أو عناصر مرتبطون بوزارة الدفاع السورية.
أرقام كبيرة من العقارات المصادرة
تُقدّر ممتلكات أبناء الطائفة الشيعية التي صودرت بعد مغادرتهم المدينة بأكثر من 700 عقار سكني، تتركز غالبًا في الأحياء الجنوبية والشرقية من معرة مصرين، إضافة إلى نحو ألف دونم من الأراضي الزراعية – أغلبها مزروع بأشجار الزيتون – تقع في الجهة الجنوبية من المدينة، وفق مصادر محلية مطّلعة.
وأشارت المصادر إلى أن مكتب الغنائم، التابع للفصائل العسكرية المعارضة آنذاك، تولّى السيطرة على هذه الممتلكات، فقام بتوزيع بعضها على شخصيات عسكرية مقربة، بينما تم تأجير القسم الآخر لمستأجرين مدنيين.
إقرأ أيضاً: حلب .. عائلات السكن الشبابي ممنوعة من العودة بعد أكثر من عقد من النزوح القسري
لا عودة للسكن حاليًا
رغم إعادة الممتلكات، أكدت المصادر أن الخطة الحالية لا تتضمن السماح بعودة أبناء الطائفة الشيعية للسكن في المدينة.
ووفق أحد سكان معرة مصرين، فإن بعض العائلات الشيعية شوهدت خلال الأيام الماضية وهي تتفقد منازلها وسط غياب أي نوع من أنواع العنف الطائفي أو الإساءة للعائدين.
آلية الاستعادة تشمل الجميع
وتأتي هذه الخطوة ضمن إجراءات أوسع أُقرّت لإعادة الممتلكات المصادرة منذ سنوات، حيث بدأت لجان خاصة بدراسة طلبات استعادة البيوت للسكان السنّة الذين كانوا قد غادروا المدينة.
وأكد موظف حكومي من أبناء المدينة أنه تمكّن من استعادة منزله بعد تقديم الأوراق القانونية المطلوبة، مشيرًا إلى أن اللجنة المشكلة للنظر في الطلبات تعيد العقارات لأصحابها الأصليين بعد التحقق، أو تُحيل القضايا للمحاكم في حال وجود نزاع قانوني.
كفريا والفوعة.. ملف أكثر تعقيدًا
في المقابل، لا تزال قضيتا بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المجاورتين أكثر تعقيدًا.
فحتى الآن، لم يُتخذ أي قرار بإعادة ممتلكات سكان البلدتين الأصليين، وسط تقارير محلية عن سكن عشرات العائلات المهاجرة من الأوزبك والتركستان في البلدتين خاصة في كفريا، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من سكان ريف إدلب في الفوعة، ممن انتقلوا إليها بعد مغادرة أهلها الأصليين.