الفساد في السفارات السورية يعود إلى الواجهة رغم خفض رسوم الجوازات
عاد ملف الفساد في السفارات السورية إلى الواجهة، بعد إصدار وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، قرارًا يقضي بتخفيض رسوم إصدار وتجديد جوازات السفر للمواطنين داخل البلاد وخارجها، وسط استمرار شكاوى من انتهاكات وابتزاز في عدد من البعثات الدبلوماسية، لا سيما في أوروبا.
ويأتي القرار في وقت تعمل فيه الحكومة السورية الانتقالية على إعادة هيكلة البعثات الدبلوماسية في الخارج، خصوصًا في الدول الأوروبية، بالتوازي مع سعيها للحصول على موافقات رسمية من هذه الدول لاعتماد سفراء جدد.
برلين.. الجواز بـ100 يورو “تحت الطاولة”
وتتكرر الشكاوى في صفوف السوريين المقيمين في الخارج من تعقيد إجراءات حجز المواعيد لتجديد الجوازات، وتحوّلها إلى باب للفساد. ففي العاصمة الألمانية برلين، تحدث مواطنون عن صعوبة بالغة في الحصول على دور عبر “المركز القنصلي السوري الإلكتروني”، ما يدفع كثيرين للجوء إلى وسطاء وسماسرة مقابل مبالغ مالية تصل إلى 100 يورو.
وقال سامر، أحد السوريين المقيمين في ألمانيا، في حديث لموقع “الحل نت”، إنه حاول لعدة أشهر حجز موعد لتجديد جواز سفره دون جدوى، مؤكدًا أن المنصة تفتح لدقائق معدودة في أوقات غير معلنة مسبقًا، ما يتيح للسماسرة حجز المواعيد مسبقًا مقابل أجر.
وأوضح أن “هناك مكاتب وسماسرة يروجون لخدماتهم في مجموعات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتقاضون مبالغ مالية نظير تأمين دور، وهو ما يشير إلى تواطؤ محتمل من قبل موظفين في السفارة”.
وطالب سامر وزارة الخارجية والمغتربين بملاحقة المتورطين ومحاسبة الموظفين المتورطين في هذه “الشبكة”، داعيًا الوزير أسعد الشيباني إلى فتح تحقيق شامل.
ولم تصدر وزارة الخارجية أي تعليق رسمي على هذه الاتهامات حتى لحظة نشر التقرير.
الظاهرة لا تقتصر على برلين
ظاهرة الابتزاز لا تقتصر على السفارة السورية في ألمانيا، بل طالت أيضًا السفارات في دول أخرى، مثل تركيا، حيث أكد مواطنون مواجهتهم لصعوبات مماثلة. في المقابل، تنتشر إعلانات مدفوعة تستهدف السوريين في الخليج وأوروبا، تعرض تسهيلات لحجز أدوار مقابل مبالغ مالية، رغم أن الخدمة في الأصل مجانية.
تخفيض الرسوم.. ولكن؟
في المقابل، ينص القرار الجديد الصادر عن وزارة الداخلية على خفض الرسوم القنصلية لتجديد الجوازات. فقد تم تخفيض كلفة إصدار الجواز الفوري في الخارج إلى 400 دولار بدلًا من 800 دولار، و200 دولار بدلًا من 300 دولار عند التقديم وفق نظام الدور. أما في الداخل السوري، فتراجعت الكلفة من مليوني ليرة إلى مليون و600 ألف ليرة سورية.
وتشمل الرسوم الجديدة رسوم التسجيل القنصلي، ولا تخضع لأي إضافات من قبل الإدارة المحلية.
إلا أن مراقبين يرون أن هذه التعديلات لن تكون كافية ما لم تقرن بإجراءات جادة لمكافحة الفساد داخل السفارات، وحماية المواطنين السوريين من الاستغلال، لا سيما في ظل ظروف الاغتراب واللجوء.
إقرأ ايضاً: إليكم أسعار جواز السفر داخل سوريا وخارجها