داما بوست- عمار ابراهيم| تفاءل سكان مدينة حمص ما قبل بدء شهر رمضان المبارك بانخفاض سعر الفروج بشكل ملحوظ، مع وصول الكيلو منه إلى 35 ألف ليرة، وانعكاس ذلك بقدرتهم على شرائه وتناوله على مائدة الإفطار.
وجاء ذلك التفاؤل حسنها في وقت تراجع الطلب على شراء الفروج بشكل غير مسبوق في مختلف أنحاء المحافظة، نتيجة ضعف القوة المالية والشرائية للغالبية العظمى من السكان، وهو ما تسبب بخسائر كبيرة لمربي الفروج والبائعين أيضا .
لكن سعر كيلو الفروج سجل أرقاماً قياسية غير مسبوقة منذ الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك، حيث عاود التحليق ووصل إلى 50 ألف ليرة للكيلو الواحد منه.
وقال عبد الكريم (موظف، أحد سكان حي المهاجرين بمدينة حمص) لـ “داما بوست”، إن: “الفروج بات من المنسيات منذ بدء شهر رمضان المبارك، وغاب عن مائدة الإفطار قبل ذلك لأشهر طويلة، وبالتحديد منذ سهرة رأس السنة”، مضيفاً أن: “أسعار هذه المادة وكغيرها من المواد لا تتناسب مع الأجور والرواتب التي نتقاضاها، ما تسبب بحرمان الكثيرين من المواد الغذائية الأساسية من اللحمة والأجبان والحلويات والبيض والفواكه”.
من جهته، قال “دانيال” (صاحب محل لبيع الفروج) إن: “السواد الأعظم من السكان بات يشتري بالقطعة دون أي مبالغة، ولاسيما الموظفين ممن يعانون ضعف الأجور مقارنة مع ارتفاع تكاليف الحياة، علماً أن التجار هم من رفعوا سعر الفروج من المداجن لأسباب لا نعرفها لكنهم يتذرعون دائماً بارتفاع سعر العلف والمحروقات وتأثير سعر الصرف”.
وبين البائع أن سعر كيلو الفروج (اللحم) يبلغ حالياً بنحو 50 ألف ليرة، والشيش 77 ألف، والسودة 68، والفخاد والجوانح 45 ألف، والرقبة 18 ألف والقوانض 38 ألف ليرة، وهي أسعار متغيرة بين يوم وآخر”.
كما أشار “ياسر” أحد مربي الفروج في ريف حمص خلال حديثه لشبكة “داما بوست” إلى أسباب عزوف المربين ومصاعب تربية الفروج قائلاً: “أولها ارتفاع أسعار الأعلاف التي رفعت تكلفة كيلو الفروج إلى 30 ألف ليرة و يباع من المدجنة بسعر التكلفة دون أي هوامش للربح، حيث يصل سعر طن العلف البيليت ” محبب ” مرحلة أولى إلى 9.5 ملايين ليرة بينما يصل سعر طن العلف بيليت ” محبب ” مرحلة ثانية إلى 9 ملايين ليرة و بلغ سعر صوص الفروج بين 11 – 15 ألف ليرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات للنقل والتدفئة مع وصول سعر اللتر إلى 8000 ليرة بعد أن كان 2000 ليرة، واتفاع أجور اليد العاملة والأدوية البيطرية وخصوصاً بعد نفوق أعداد من الفروج بسبب مرض (شبه طاعون الدجاج) الذي أضر بهذا القطاع بشكل كبير وغيرها الكثير من المشاكل”.
من جانبه، أكد حسين (بائع فروج في حي العباسية) لـ “داما بوست” أن “حركة البيع خلال النصف الأول من شهر رمضان شهدت ركوداً غير مسبوق، وأكثر عمليات البيع تكون للجوانح والقوانص التي تعتبر أرخص أجزاء الفروج مقارنة بالصدر والدبوس”.
أما السيدة أم علي، فأشارت إلى أن ارتفاع سعر الكيلو المنظف إلى 50 ألف ليرة جعلنا نغض النظر عن الشراء، حيث يتجاوز سعر الفروج الكبير 150 ألف ليرة أي بما يعادل أكثر من نصف الراتب التقاعدي، و”لسا ما أكلنا ولا شربنا، واستعضنا عن ذلك بالماجي”،حسب تعبيرها.
يذكر أن مائدة السوريين في شهر رمضان المبارك لا تخلو من الفروج فقط، بل إن غلاء الأسعار الفاحش قلّص مختلف الأصناف التي يمكن شراؤها بشكل كبير، مع دعوات مستمرة لرفع الرواتب وضبط الأسواق بشكل محكم.
هذا ولم يعد السوريون يكترثون بالوعود الكثيرة من قبل المعنيين، والآمال الوردية التي أجهضت تارة بشماعة الحرب وتارة بمحدودية الإمكانيات المتاحة كما يتكرر على مسامعهم دائماً.