داما بوست – الإعلامي جمال ظريفة| اعتادت “إسرائيل” الكيان المارق، على الشرعية الدولية والإنسانية الاستهتار بكل القيم والأخلاق والقرارات الأممية، التي توافقت عليها الدول المنضوية تحت قبة الأمم المتحدة، فضربت بالحائط كل ما يلزمها بإعادة الأرض والحقوق للشعب الفلسطيني، من إقامة دولته المستقلة وتقرير مصيره إضافة إلى حق العودة، كما تتنكر لحق سوريا في جولانها المحتل.
لا عجب أن تكون “إسرائيل” بهذه الصفات فهي كيان مصطنع وشذاذ آفاق، اجتمعوا من أصقاع الأرض، في هذه البقعة المقدسة، والكل يسمع عن جنود فرنسيين وإيطاليين وبريطانيين وأمريكيين.. الخ، يقاتلون في قطاع غزة ويرتكبون الفظائع، فكل واحد منهم قادم من بلد يختلف عن الآخر، تجمعهم الصهيونية ودعايتها المأفونة وأموالها.
تاريخ إجرامي أسود، ودعم أمريكي لا محدود يساعده على تخطي كل شرعة الأمم المتحدة مستنداً إلى الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض منذ عام 1948 إلى الآن فأين هو القرار رقم 194 لعام 1948 الذي يطالب بالحقوق الفلسطينية وإقامة دولة للشعب الفلسطيني لم ينفذ حتى الساعة.
مجازر بالجملة اقترفها الكيان الغاصب، قتل آلاف الفلسطينيين بدم بارد، بمجازر يندى لها جبين الإنسانية، لكنها لم ترتق إلى مستوى العدوان الحالي على قطاع غزة، حيث ارتكبت القوات الإسرائيلية وأمام كاميرات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي، أبشع ما يمكن لأدمي أن يفعله.
أفعال ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية، فعلتها ” إسرائيل”كونها تستهدف مجموعة معينة، بالقتل والتدمير والتجويع، فهي جريمة مكتملة الأركان والأوصاف لا ينقصها إلا إرادة إنسانية وكشف الغطاء الأمريكي عن مجرميها، ليحجزوا أمكنتهم في سراديب محكمة لاهاي.
ومثلما تنكرت “إسرائيل” لجميع القرارات الأممية بشأن فلسطين فإنها تفعل الشيء ذاته بالنسبة للجولان السوري المحتل، فلم تعد الحق لأصحابه والتي صدر بشأنها العديد من القرارات وعلى رأسها القرارات “242 – 338 – 497”.
بل وتمادت أكثر فهي تنتهك السيادة السورية وتقصف وتعربد ، والمجتمع الدولي يتفرج دون أن يفعل شيئاً بهذا الصدد. بعد أكثر من خمسة أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تبنى مجلس الأمن الدولي الإثنين الماضي قراره الأول الذي يطالب فيه بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، والذي امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه بعدما عطلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبر اللجوء إلى “الفيتو”.
والقرار 2728 الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد، “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان” الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، و”يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2712 الذي يدعو إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة والإفراج الفوري وبدون شروط عن كل الرهائن لم ينفذ بعد فلا المساعدات وصلت ولا نهر الدماء توقف والتهديد بالمجاعة في القطاع و لا سيما شماله مستمر .
ورغم كل ما جرى في قطاع غزة خلال نحو 6 أشهر من القتل والتدمير ورغم المحاولات الخمس الماضية في مجلس الأمن لاعتماد مشروع قرار حول العدوان في غزة، لم يتمكن المجلس في المرات السابقة من اعتماد أي من مشاريع القرارات التي طرحت عليه إما لاستخدام الفيتو أو عدم الحصول على العدد الكافي من الأصوات.
ويتساءل مراقبون هل ستنفذ “إسرائيل” القرار الأخير خلال شهر رمضان المبارك؟ وهل لديها احترام لحرمة الشهر الفضيل وللشعب الفلسطيني الصائم؟ وهل لديها أدنى حس إنساني حتى توقف إرهاق الدماء ويتوقف أسوأ فصل من فصول القتل الإنساني التي وصلت إلى حد الجرائم النازية والفاشية التي قادها “هتلر” وموسيليني “، وها هو نتنياهو وبايدن يقودان تلك الفاجعة الإنسانية في غزة.