بين الطفرة والانكماش.. كيف سيبدو الذكاء الاصطناعي في 2026؟

يقف قطاع التكنولوجيا العالمي اليوم على أعتاب عام 2026، وهو العام الذي يوصف بأنه نقطة التحول الكبرى في سباق الذكاء الاصطناعي. فبعد سنوات من الاندفاع المحموم والابتكارات المتلاحقة، بدأ المشهد يأخذ طابعاً أكثر تعقيداً؛ حيث لم يعد التنافس مقتصرًا على من يملك النموذج الأذكى، بل انتقل الصراع إلى ساحات الاقتصاد، وسوق العمل، وخصوصية البيانات، ليعيد رسم موازين القوى بين عمالقة التقنية من جديد.

زلزال المنافسة يعيد ترتيب العمالقة

في مشهد يعكس حدة الصراع، نجد شركة “OpenAI” التي كانت حتى الأمس القريب القوة المهيمنة، تعلن حالة “الطوارئ القصوى” لمواجهة الزحف المتواصل من “غوغل”. هذا التوتر يعيد للأذهان مشهد عام 2023 حين كانت غوغل هي من يشعر بالقلق، مما يشير إلى أن عام 2026 قد يشهد موجة من إعادة الهيكلة أو حتى تقليص العمالة في الشركات الناشئة الكبرى، بالتوازي مع توسعها في مجالات جديدة وتعدد جبهات القتال التقني.

من الشاشات إلى الواقع.. الروبوتات المنزلية تصل

من المتوقع أن يكون عام 2026 هو العام الذي تغادر فيه الروبوتات المختبرات لتدخل المنازل بشكل أكثر فاعلية. وبفضل دمج النماذج اللغوية المتقدمة مثل “GPT” و”Gemini” في الأجسام الآلية، سنرى روبوتات قادرة على فهم العالم المادي، واستيعاب المخططات الهندسية، والتعلم من الفيديوهات لتنفيذ مهام منزلية معقدة. ورغم أن الكثير من هذه التطبيقات قد تظل في إطار التجربة، إلا أن الفجوة بين الخيال العلمي والواقع ستتقلص بشكل مذهل.

هل تنفجر فقاعة الاستثمارات المليارية؟

بعد موجة من الإنفاق السخي على الرقاقات مرتفعة التكلفة، بدأت تظهر في الأفق بوادر “تصحيح مسار”. فقد أثبتت تجارب حديثة إمكانية بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قوية بذكاء برمجي لا يعتمد بالضرورة على الأجهزة الباهظة، مما قد يدفع الشركات في 2026 إلى مراجعة استثماراتها وتقليص المشاريع غير المجدية. هذا الانكماش المحتمل قد يؤدي إلى أول موجة تسريحات كبرى في شركات كانت توظف بالآلاف، مما يضع القطاع في مرحلة نضج تتسم بالتركيز على الكفاءة بدلاً من مجرد التوسع.

الوكلاء الأذكياء.. زملاء عمل جدد أم مراقبون؟

يتسارع اعتماد المؤسسات على “الذكاء الاصطناعي الوكيلي” الذي يتولى أتمتة العمليات وخدمة العملاء بشكل كامل. لكن هذا التطور يحمل وجهاً آخر؛ حيث تزداد المخاوف من تحول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى أدوات مراقبة رقمية لجمع بيانات الموظفين وتدريب الأنظمة عليها. هذا التوجه ينذر بصدامات قانونية وتنظيمية كبرى في 2026 حول حدود الخصوصية وحقوق الموظفين في بيئة عمل تسيطر عليها الخوارزميات.

معارك الخصوصية والسيارات ذاتية القيادة

ستعود قضايا الخصوصية إلى الواجهة بقوة، خاصة مع انتشار البرمجيات التي تستمع وتلخص الاجتماعات والمكالمات تلقائياً. وفي الوقت نفسه، ستواصل سيارات “الروبوتاكسي” توسعها المحسوب في المدن الكبرى، مدفوعة بسجل أمان يتفوق حتى الآن على القيادة البشرية. وبحلول عام 2026، لن يكون التحدي هو ابتكار الجديد فحسب، بل في كيفية بناء جسور الثقة مع المستخدمين وضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي عاملاً للاستقرار لا مصدراً للفوضى.

شاركنا رأيك في التعليقات: هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي في 2026 سيوفر وظائف أكثر مما سيلغيها؟ وما هي أكثر ميزة تنتظر وصولها إلى هاتفك أو منزلك في العام المقبل؟

إقرأ أيضاً : الهواتف الذكية: خطر خفي يهدد أطفالنا بالاكتئاب والسمنة واضطراب النوم

إقرأ أيضاً : حِرَفُ اليد تنجو من قبضة الذكاء الاصطناعي: شباب بريطانيا يتخلون عن المكاتب لمواجهة شبح الأتمتة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.