“سوريا الجديدة” وروسيا: من خنادق الحرب إلى ورشات الإعمار.. ماهي خفايا الانفتاح المفاجئ؟

دخلت العلاقات السورية – الروسية مرحلة “التصفير وإعادة البناء” فعلياً، بعد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى في الكرملين، توجت بزيارة وزيري الخارجية والدفاع في الحكومة الانتقالية السورية إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي.

هذه التحركات تأتي لتؤكد أن دمشق، في عهد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، قررت الحفاظ على “تحالف الضرورة” مع روسيا ولكن بأسس اقتصادية وتنموية جديدة.

بوتين والشيباني: محادثات “جيدة” ومرحلة استراتيجية

وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين بوزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية أسعد الشيباني بأنه كان “جيداً جداً”.

ومن جانبه، أكد الشيباني في مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء 24 ديسمبر، أن العلاقات بين البلدين تنتقل إلى مستوى “استراتيجي ومنفتح”.

وشدد الشيباني على ضرورة جلب الاستثمارات الروسية للمساهمة في ترميم 4 ملايين منزل مدمر في سوريا.

أبرز ملفات التعاون (عسكرياً واقتصادياً):

الشراكة العسكرية: تناولت اللقاءات (بحضور وزير الدفاع مرهف أبو قصرة) سبل تحديث العتاد العسكري للجيش السوري ونقل الخبرات الفنية لمواكبة التطورات الحديثة، مع تأكيد بوتين على رفض أي مشاريع لتقسيم سوريا أو المساس بسيادتها.

أمن الطاقة والغذاء: أكد الشرع في زيارته السابقة أن القمح الروسي والخبرات الروسية في محطات الطاقة تظل ركيزة أساسية للأمن القومي السوري.

إعادة الإعمار: عرض وزير المالية في الحكومة الانتقالية السورية، محمد يسر برنية، “فرصاً هائلة” للشركات الروسية للمشاركة في إعادة البناء.

بينما أبدت موسكو استعدادها لاستئناف العمل في حقول النفط وتوريد الأدوية.

تحول من “التبعية” إلى “المصالح المتبادلة”

تُظهر هذه التحركات الدبلوماسية أن الإدارة السورية الجديدة (ما بعد سقوط نظام  الرئيس السابق بشار الأسد) نجحت في تجاوز “البرود الأول” مع موسكو.

فبينما كانت روسيا شريكاً عسكرياً للنظام السابق، تحاول الآن أن تصبح شريكاً “تنموياً” للنظام الانتقالي.

الرسالة الروسية: بوتين يريد التأكيد أن دعم روسيا لسوريا “لم يرتبط بظروف سياسية معينة”، بل بمصالح الشعب السوري، وهو ما يمنح موسكو شرعية البقاء كلاعب أساسي في شرق المتوسط.

الرسالة السورية: دمشق تدرك أن مفاتيح إعادة الإعمار والملفات الدولية (الفيتو الروسي) تتطلب علاقة متينة مع الكرملين، ولكنها علاقة تقوم هذه المرة على “المنفعة المتبادلة” وليس الولاء المطلق.

جدول مقارنة: تطور العلاقة السورية الروسية

المجال في العهد السابق في المرحلة الانتقالية (2025)
طبيعة العلاقة دعم عسكري لمواجهة الثورة شراكة استراتيجية لإعادة الإعمار
التركيز الاقتصادي ديون واتفاقيات عسكرية قمح، طاقة، سياحة، واستثمارات
الموقف الدولي عزلة مشتركة تنسيق في المنصات الدولية وسيادة كاملة
الجيش السوري حليف ميداني في الحرب تحديث تقني ونقل خبرات دفاعية

 

إقرأ أيضاً: الفوسفات السوري بين الطموحات والواقع: نشاط تجاري بلا استثمارات حقيقية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.