وداعًا للمستشار التقليدي! هل يثق المستثمرون بـ “الروبوت المالي” لإدارة تريليوناتهم؟
يخوض عالم إدارة الثروات تحولًا جذريًا تقوده ثورة الذكاء الاصطناعي (AI)، التي لم تعد مجرد أداة مساعدة، بل باتت قادرة على إدارة محافظ بمليارات الدولارات بدقة تفوق البشر. هل نحن على وشك أن نودع المستشار المالي التقليدي لنستبدله بـ “مستشار رقمي مرئي”؟
يؤكد روجر روحانا، الرئيس التنفيذي لشركة Alpheya، أننا نقف عند “عتبة ثورة مالية كاملة” ستعيد صياغة مفهوم الثقة في المؤسسات المالية وتغير علاقة المستثمر بالأسواق إلى الأبد.
الذكاء الاصطناعي: أرقام تريليونية تتحدث
لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي مرحلة التجربة ليصبح قوة مهيمنة في الأسواق. قيمة سوق التداول بالذكاء الاصطناعي بلغت $13 مليارًا ومن المتوقع أن تقفز إلى $70 مليارًا في غضون تسع سنوات. الأهم من ذلك، أن الأنظمة الذكية تدير حاليًا أصولاً تتجاوز $1.2 تريليون دولار!
هذه الأرقام تؤكد أن الثقة تتحول تدريجيًا نحو الأنظمة الذكية التي تقدم:
النتائج:
أداء استثنائي بفضل القدرة على تحليل وفرة المدخلات الرقمية حول المخاطر والأصول الاستثمارية.
الإرشاد:
مستويات متقدمة من معايير إدارة الثروات تفوق قدرات التحليل البشري.
من “المساعد الطيار” إلى السيطرة الكاملة
هل يعني هذا نهاية المستشار البشري؟ يجيب روحانا بحسم: “لن يحدث هذا اليوم… لكن غداً سيحدث”.
في الوقت الحالي، يعمل الذكاء الاصطناعي كـ “مساعد للطيار”، حيث يوفر للمستشار البشري أدوات تحليل متقدمة لاتخاذ القرار. لكن مع النضوج المتوقع للتكنولوجيا، ستصبح إدارة الثروات بالكامل من اختصاص الأنظمة الذكية.
توقعات المستهلك:
بعد التعود على منصات مثل ChatGPT، يتوقع المستثمرون اليوم استشارات مالية شخصية للغاية وشرحًا تفصيليًا ومستمرًا لأداء محافظهم المعقدة.
تحول الثقة:
تظهر الاستطلاعات أن 70% من الناس باتوا مرتاحين لفكرة أن تُدار أموالهم عبر الذكاء الاصطناعي، في مؤشر على تحول ثقافي كبير.
هل يستطيع الروبوت فهم لغة الجسد؟
رغم التفوق التحليلي للآلة، لا يزال المستشار البشري يمتلك ميزة حاسمة: الوعي الإنساني.
الأنظمة الذكية لا تزال تفتقر إلى القدرة على استيعاب العناصر البشرية الدقيقة التي تؤثر على قراراتنا المالية، مثل: لغة الجسد، الظروف الأسرية المعقدة، وتفاصيل الحياة الشخصية.
لكن هذا الفارق لن يدوم طويلًا. يتوقع روحانا أن يشهد المستقبل القريب تطورًا في قدرات الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيديو والصوت، مما سيتيح للآلات دمج هذه العوامل الإنسانية في التقييم، وبذلك تتجاوز قدرات البشر في هذا المجال أيضًا.
المستشار الذكي يمتلك وزن الصديق!
يصف روحانا ظاهرة لافتة:
الذكاء الاصطناعي بات يحظى بثقل مشابه للرأي الذي يحصل عليه الفرد من زوجته أو أصدقائه في اتخاذ القرارات المصيرية.
لن يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء البشري، لكن المصارف التي ستدمج الأدوات الذكية في بيئاتها التشغيلية هي التي ستفوز، لأنها ستستطيع:
التحاور مع الأسواق وتحليل البيانات.
الوصول إلى الاحتياجات الشخصية العميقة للمستخدمين.
المستقبل القادم: “الأفاتار” المالي الشخصي
يتوقع روحانا أن المستقبل القريب سيشهد ظهور مستشار رقمي مرئي (Avatar) مصمم خصيصًا لكل فرد. هذا الأفاتار يمتلك المعرفة المستخلصة من آلاف الخبرات البشرية، ويقدم النصيحة بثقة وكفاءة عالية، ليصبح “الصورة الرقمية للمستشار المثالي”.
في الوقت الحالي، يبقى الإنسان في المركز لضبط أخطاء الآلات وتصحيح أي تحيزات محتملة في الخوارزميات، لكن المسار واضح: الثورة المالية قادمة، والإمارات بفضل وضوح تشريعاتها ودعمها للمخاطرة، تعد بيئة مثالية لاحتضان هذا التحول نحو الأتمتة الذكية والاعتمادية العالية.
هل أنت مستعد لتستبدل مستشارك البشري بـ “أفاتار مالي” يمتلك خبرة الآلاف؟
إقرأ أيضاً : غوغل تطلق “جيميني 3” وتقفز بسباق الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد
إقرأ أيضاً : بعد جوني إيف: هل يواجه فريق تصميم آبل أزمة رحيل المواهب الشابة؟