داما بوست _ كاترين الطاس | انتهت الحرب على سوريا.. ولكن آثارها وتبعاتها باقية إلى اليوم؛ فلم تذهب دون أن ترفع نسبة الجرائم بمختلف أشكالها وتدمر الاقتصاد وتترك السوريين يعانون لتأمين لقمة العيش..
وهذه الضغوطات النفسية ولعل أولها الفقر؛ كان سبباً في ارتفاع نسبة الانتحار بين المواطنين على اختلاف أعمارهم.. فقد كشفت هيئة الطب الشرعي في سوريا في أحدث إحصائية لها ارتفاع عدد المنتحرين عن العام السابق.
وقالت الإحصائية الجديدة إن عدد حالات الانتحار بلغ منذ بداية عام 2024 وحتى الآن 221 حالة في جميع المحافظات، منها 179 ذكراً و 42 أنثى.
الأخصائية النفسية “هند سلمان” أشارت في حديث خاص لـ “داما بوست” إلى أن الأوضاع الاقتصادية السيئة كفيلة بوضع الصحة النفسية للأفراد على المحك، وخاصة أن كل عام يكون أصعب من الذي سبقه على جميع الأصعدة.
وأضافت الأخصائية: “لا أستغرب من ارتفاع نسبة الانتحار، فضيق الأوضاع المادية التي يعيشها السوريون تعتبر مسبب كبير وخاصة عند فئة الشباب، فيبدأ عندهم القلق من المستقبل غير الواضح والغضب على الواقع الحالي المتردي والصعب والمعيق لتأمين الأساسيات قبل الكماليات.”
وتابعت: “بعض الشخصيات الهشة أو ممن يعانون من اضطرابات نفسية بدرجات متفاوتة، سيصل بهم الحال إلى التفكير بإنهاء حياتهم بأساليب غير مباشرة، كالاعتكاف عن الطعام مثلاً، أو بأساليب مباشرة كالشنق أو تناول أدوية تؤدي للوفاة.”
ولفتت الأخصائية إلى أن ازدياد عدد مرضى الاكتئاب بسبب ظروف الحرب التي أثّرت في مختلف نواحي الحياة وعدم قدرتهم على متابعة علاجهم وتناول أدويتهم بشكل منتظم وصحيح أدى أيضاً إلى زيادة نسب الانتحار.
اقرأ أيضاً: سوريات يلجأن إلى “قتل الأجنّة”.. خوفاً من الفقر أم حفاظاً على الشرف؟