تواصلت الردود “الإسرائيلية” على التسوية المرتقبة واتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بين من اعتبر أن إنجاز هذا الاتفاق هو فرصة قبل الغرق في الوحل اللبناني، وبين من وصفه بالفشل التاريخي واستسلام من جانب “إسرائيل” أمام حزب الله.
وأقرّ اللواء في احتياط قوات الاحتلال، “نوعام تيفون”، أنّ الاتفاق مع لبنان حصل لأنّه ليس لدى الكيان الكثير من الخيارات، مؤكداً على “ضرورة إنجاز الاتفاق الآن قبل الغرق في الوحل اللبناني، وقبل خسارة المزيد من الجنود دون أي تقدم”.
وفي ذات السياق، أشار المستشار الاستراتيجي الصهيوني، “باراك ساري”، إلى أن مشكلة “نتنياهو” الكبرى في الاتفاق مع لبنان، هو أن “نتنياهو عليه مواجهة داعميه والمصوتين له والذين أغلبهم معارضين للاتفاق”.
وأكد رئيس مجلس مستوطنة “المطلة” في إصبع الجليل، أنّ من يقول إنّ أهداف الحرب تحققت هو كاذب، متسائلاً: “لماذا تتجه الحكومة الأكثر يمينيةً على الإطلاق في إسرائيل إلى اتفاق استسلام مع حزب الله؟”.
وفي موقف مماثل، أبدى رئيس بلدية “كريات شمونة” في إصبع الجليل، خشيةً من أنّ “هذا الاتفاق يجعل سيناريو الـ7 من تشرين الأول أقرب إلى الشمال أيضاً”، مضيفاً: “لا أفهم كيف تحولنا من النصر المطلق إلى الاستسلام المطلق”.
بدوره، حذّر رئيس مجلس “ميتا آشر” الإقليمي، والذي يضمّ عدداً من مستوطنات الجليل الغربي، من أنّ “إسرائيل ستجد نفسها في الأعوام المقبلة مع حزب الله أقوى وأكثر صلابةً في حال توقيع الاتفاق”، وتابع متخوفاً: “سندفع الدماء ثمناً لذلك”.
وحذّر رئيس مجلس “مفؤوت حرمون” الإقليمي، الواقع في الجليل، من أنّ المستوطنين “لن يعودوا إلى الشمال مع مثل هذا الاتفاق مع لبنان”، علماً بأنّ الاحتلال أعلن هذا الأمر هدفاً من حربه على لبنان.
أما رئيس بلدية “كريات بياليك”، الواقعة في “الكريوت”، شمالي مدينة حيفا المحتلة، فأعرب عن “شعور بالإحباط” لدى المستوطنين، آملاً “ألا تذهب الصعوبات، التي مررنا فيها خلال الشهرين الماضيين (اللذين شهدا كثافةً في النيران نحو حيفا)، عبثاً”.
في السياق نفسه، أكدت قناة “كان” العبرية أنّ “الاتفاق، الذي توقّع عليه إسرائيل، ليس له إلا اسم واحد: هو اتفاق حصانة حزب الله”، بينما أقرّ عقيد في احتياط الاحتلال، بأنّ الحزب “سيعود، وهذا أمر محسوم، والبنى التحتية له حتى جنوبي الليطاني ستبقى موجودةً، ولا أحد سيفككها”.
تأتي هذه الانتقادات لتُضاف إلى ما أعرب عنه مستوطنون في شمالي فلسطين المحتلة من غضب وامتعاض تجاه رئيس حكومتهم، في ظل الحديث عن اتفاق مع لبنان.
حيث انتقد هؤلاء المستوطنون تصريحات “نتنياهو”، التي يدّعي فيها تحقيق “نصر مطلق”، متوجّهين إليه بالقول: “تخلّيت عنّا بوعود فارغة.. دماء الإسرائيليين في الشمال ستكون على يديك.”
وفي وقتٍ سابق، انتقدت صحيفة “هآرتس” العبرية الأوضاع في الشمال، موضحة أنّه “بينما تستمر مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، فإنّ شعور المستوطنين بالأمن الشخصي يقوّضه تزايد وتيرة القصف من لبنان وامتدادها اليومي إلى وسط إسرائيل.”
اقرأ أيضاً: بايدن وماكرون سيعلنان الثلاثاء وقفاً للنار بين لبنان و”إسرائيل”