الفروج يقترب من الانقراض عند السوريين ونصف الوجبة باتت موضة!
داما بوست | محليات
بالتزامن مع الوضع الاقتصادي السيء الذي تشهده سورية، وارتفاع غير مسبوق بالأسعار سيما الفروج، قلّصت الأسر من خاصية الشراء لبضع حاجات، فيما قاطعت حاجات أخرى، غيابها لا يضر مع عدم القدرة على جلبها.
وقلّ التنوع على الموائد السورية، فيما اقتربت الوجبات سريعة التحضير من الغياب شبه التام عنها، ولعل الفروج في المقدمة، سواء النيء منه أو البروستد والمشوي.
ووصل سعر الفروج البروستد البالغ من الوزن كيلو وغرام، إلى 120 ألف ليرة سورية، مع القليل من البطاطا وعلبة الثوم مقلصة الحجم، أي أن راتب الموظف الحكومي اليوم، هو عبارة عما يقرب الفروجين وقليل.
فيما سجلت الوجبات السريعة كالشاورما وغيرها، حداً أدنى اقترب من الــ 25 ألف ليرة سورية حتى 50 ألف ليرة سورية، حسب جولة أجراها “داما بوست” على محلات البيع في حي الشعلان.
وتختلف أسعار الفروج البروستد والوجبات السريعة، مع اختلاف مكان تواجد المطعم البائع لها، ويقول أحد المواطنين القاطنين في نهر عيشة لـ “داما بوست” أن سعر الفروج البروستد أمس الأربعاء، بلغ 86 ألف ليرة سورية، في حين سجلت وجبة الشاورما انخفاضاً قليلاً عن الذي سجلته مثيلتها في الشعلان، أما السندويشة متوسطة الحجم فقد بلغت في أحياء دمشق القريبة، حوالي 15 ألف ليرة سورية.
وعن الفارق المسجل في الأسعار، أوضحت مواطنة تقطن في أحد الأحياء الشعبية لـ “داما بوست” أنها تشتري كيلو النقانق الدجاج في حيها بكلفة تقل عن 48 ألف ليرة سورية، في حين وجدته بـ 60 ألف ليرة سورية، عندما اضطرت إلى جلبه من أحد محلات المزة.
وأشار أبو محمد وهو والد لطفلين في المرحلة الابتدائية، عبر حديث لـ “داما بوست”، أن هناك أولويات يجب صرف الراتب بناء عليها، في إشارة منه إلى مصاريف الدراسة، من كتب ولباس مدرسي وقرطاسية، فضلاً عن المواد الأولية التي تحتاجها زوجته لتحضير وجبة الطعام اليومية من رز وسمن أو زيت والذي وصل على حد قوله الى “30” ألف لليتر الواحد مضيفاً.. “إذا اشتريت فروجين في الشهر، فلن يعد بمقدوري إعطاء أطفالي مصروفهم اليومي في المدرسة” .
من جهته يرجع صاحب أحد محلات بيع الفروج والوجبات السريعة، خلال حديث مع “داما بوست”، سبب ارتفاع تلك الأطعمة، إلى غلاء الغاز إن توفر، وكذلك الزيت والبطاطا وأساس الفروج أيضاً، لافتة إلى أن كل ذلك يتم اقتطاعه من الزبون عبر رفع سعر الوجبة.
وعن القدرة الشرائية للأطعمة الجاهزة، يقول صاحب المحل، “إنها تستمر بالانخفاض بشكل واضح، سيما أن الناس باتوا يفضلونها مصنوعة في بيوتهم بدلاً من شرائها من الخارج” مشيرا إلى ان توجه الزبائن في الفترة الحالية إلى شراء نص وجبة بدلا من الوجبة الكاملة واصفا ذلك “بالموضة”.
وحذر خبراء اقتصاديون في وقت سابق من ارتفاع أسعار الفروج وخاصة بعد موجة الحر التي حدثت وأدت إلى خروج عدد من المداجن والمربين عن العمل لافتين إلى أن المداجن الصغيرة لم تتحمل النفقات الزائدة وخاصة في ظل نفوق أعداد كبيرة من الدجاج فاضطرت إلى الاغلاق كحل للخسائر التي تتكبدها .