كهرباء درعا انقطاعات طويلة واتهامات بفساد وبيع الكهرباء
تزداد معاناة الأهالي في محافظة درعا يوماً بعد آخر نتيجة الانقطاعات الطويلة للكهرباء، والتي تصل أحياناً إلى أكثر من 24 ساعة متواصلة، مقابل فترات وصل قصيرة وضعيفة لا تكفي لتشغيل المضخات أو شحن البطاريات المنزلية.
أعطال يومية وشبكات متهالكة
شبكة “درعا 24” نقلت عن مسؤول في قطاع الكهرباء قوله إن الخطوط والشبكات في المحافظة تعاني تهالكاً شديداً وأعطالاً متكررة، في وقت تفتقر فيه الورش إلى المحولات والمستلزمات الأساسية للإصلاح.
وأشار المسؤول إلى أن النقص الحاد في الكوادر الفنية وضعف الآليات وتدني الرواتب ساهم في عزوف الكثير من العاملين عن الاستمرار بالوظيفة، ما يزيد من صعوبة معالجة الأعطال.
وحذّر من أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى أزمة خانقة خلال فصل الشتاء إذا لم تُؤمَّن مواد الصيانة والكوادر اللازمة بشكل عاجل.
انقطاعات شاملة وخطوط مستهدفة
وأوضحت الشبكة أن مناطق واسعة في درعا تشهد انقطاعات شبه كاملة للكهرباء، تصل أحياناً إلى يوم كامل، نتيجة أعطال أو أعمال تخريب تستهدف خطوط التوتر العالي، خصوصاً الخط 230 ك.ف الواصل بين الكسوة والشيخ مسكين، وهو ما يؤدي أيضاً إلى انقطاع الكهرباء عن محافظة السويداء المجاورة.
اتهامات ببيع الكهرباء للمشاريع
في موازاة ذلك، تحدثت مصادر محلية لموقع “الحل نت” عن ممارسات وُصفت بأنها “ممنهجة” لبيع الكهرباء لصالح مشاريع زراعية خاصة، على حساب المنازل والأحياء السكنية.
وبحسب هذه المصادر، فإن بعض المشاريع تحظى بساعات تغذية أطول وأكثر استقراراً، فيما يظل الأهالي بلا كهرباء معظم اليوم.
كما أشارت شهادات أخرى إلى أن محطات رئيسية مثل محطة الشيخ مسكين ما تزال تُدار من كوادر ارتبط اسمها سابقاً بعمليات بيع وتقنين غير عادل، في ظل غياب رقابة فعّالة من الجهات المركزية.
معاناة في حوض اليرموك
وفي منطقة حوض اليرموك، أكدت مصادر أهلية تفاقم الأزمة، لافتة إلى أن ساعات الوصل لم تتحسن كما يُعلن، بل تراجعت من ساعة كاملة إلى نصف ساعة أو أقل.
وأضافت أن وفوداً محلية رفعت شكاوى إلى المحافظة واجتمعت مع المسؤولين، لكن الوعود لم تُترجم إلى خطوات عملية، ما جعل الوضع يزداد سوءاً.
جذور الأزمة ومعاناة العمال
وبحسب الأهالي، فإن المشكلة لا تقتصر على سوء الإدارة أو نقص المعدات، بل تمتد أيضاً إلى أوضاع عمال الكهرباء أنفسهم. فضعف الرواتب وعدم حصول الفنيين على حقوق عادلة يدفع الكثير منهم إلى ترك العمل أو البحث عن دخل إضافي، ما يبطئ إصلاح الأعطال ويزيد معاناة السكان.
وأكدوا أن تحسين رواتب العاملين في القطاع خطوة أساسية للحد من الأعطال وضمان استمرارية الخدمة، لاسيما أن طبيعة عملهم تنطوي على مخاطر كبيرة تستوجب إنصافهم مادياً.
دعوات للمحاسبة ورقابة جدية
تتزايد الدعوات الشعبية في درعا لمحاسبة المسؤولين عن سوء التوزيع وغياب العدالة في وصول التيار، مع التشديد على ضرورة فرض رقابة جدية على عمل المحطات والمناوبين فيها.
الأهالي يعتبرون أن الأزمة لم تعد محصورة في الجانب الفني أو نقص الموارد، بل تتداخل فيها شبهات فساد وسوء إدارة، ما يعمّق من شعورهم بالحرمان.
ومع استمرار غياب أي خطط واضحة من الحكومة لحل الأزمة، يخشى سكان درعا من شتاء قاسٍ يقضونه في الظلام، وسط عجز الكثير منهم عن شراء بدائل مثل البطاريات ذات السعات الكبيرة أو ألواح الطاقة الشمسية، بسبب التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
اقرأ أيضاً:رغم وعود الغاز الأذري الكهرباء لم تشهد تحسناً
اقرأ أيضاً:إدلب تغرق مجددًا في الظلام: أزمة الكهرباء بلا حلول