تهديد بتحرك ميداني في الجنوب.. “المعارضة” تغازل “تل أبيب” مجدداً..
الفصائل المسلحة غير مرغوب بها من قبل سكان محافظة درعا لكونهم يميلون إلى الهدوء والاستمرار بالأعمال الزراعية التي يعيشون منها.
داما بوست- خاص| قالت مصادر ميدانية في الجنوب السوري لشبكة “داما بوست” إن أي محاولة تحرك واسع للفصائل المسلحة في محافظة درعا ستواجه بالقوة المناسبة من قبل الوحدات العسكرية، مشيرة إلى أن التهديدات التي تطلقها الفصائل المسلحة بين الحين والآخر، أو التحركات المحدودة من قبل بعض الخارجين عن القانون حالياً يتم معالجتها بالطرق السلمية حفاظاً على استقرار المنطقة من الناحية الأمنية.
المصادر لفتت إلى أن البيان الذي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مجموعات مسلحة تهدد باستهداف نقاط الجيش السوري في محافظة درعا، يتجاهل الواقع الميداني الذي فرض نفسه منذ صيف العام 2018، والذي من شأنه أن ينهي أي تحرك مسلح ضد القوات السورية بشكل سريع، كما إن الفصائل المسلحة غير مرغوب بها من قبل سكان محافظة درعا لكونهم يميلون إلى الهدوء والاستمرار بالأعمال الزراعية التي يعيشون منها.
وتشير التقديرات إلى أن الفصائل المسلحة تبحث عن دعم إسرائيلي مباشر لتحركها ضد الحكومة السورية، بما يفيد حكومة الكيان بخلق فوضى أمنية في الجنوب السوري تؤمن له “جبهة الجولان”، في حال ذهابه إلى “حرب مفتوحة”، في المنطقة.
اقرأ أيضاً: انفجار سيارة مفخخة على اتستراد درعا دمشق يسفر عن جرح 4 مواطنين
وتعول هذه الفصائل على أن يكون هناك إمداد من جيش الاحتلال الإسرائيلي لها كما كان الحال قبل صيف العام 2018 الذي سيطرت فيه قوات الجيش السوري على محافظة درعا بعد معارك فرضت على الفصائل خيار الاستسلام والقبول باتفاقيات المصالحة التي حددت شروطها الدولة السورية آنذاك.
بحسب المعلومات فإن قيادات الفصال المسلحة حالياً تجمعهم خلافات شديدة وغالباً ما تشهد محافظة درعا عمليات اقتتال فيما بين الفصائل ذاتها، الأمر الذي يشير إلى عدم قدرتها على تشكيل غرف عمليات مشتركة لتتحرك في الجنوب، كما إن البيان الذي صدر يوم أمس والذي حمل ما أسمي بـ “القوى الثورية في محافظة درعا”، يشير إلى أن الفصائل المسلحة ليست مستعدة حالياً للمواجهة وإلا لحمل البيان اسماء هذه القوى بشكل تفصيلي كما جرت العادة سابقاً، وبالتالي فإن الفصائل تدرك تماماً خطورة أن تعلن عن نفسها في تحرك واضح ضد الدولة السورية بما يفضي إلى تفكيكها بشكل نهائي، وتؤكد التقديرات على إن البيان يعد بمثابة تلميح لـ الكيان الإسرائيلي بالاستعداد للتحالف معه، وغالباً مصدر هذا البيان هو “المعارضة المقيمة في الخارج”.
تختم المصادر حديثها لـ “داما بوست” بالتأكيد على إن الانتشار العسكري السوري في الجنوب يراعي حالياً مسألتين، الأولى العمل على التخطيط لمواجهة العدو الإسرائيلي كما كان الحال قبل العام 2011، والثاني مراعاة وجود تهديد داخلي بفعل وجود العصابات والفصائل المسلحة التي تشكل بين الحين والآخر تهديداً للأمن العام في المناطق الجنوبية من سوريا، وأن أي تحرك لهذه الفصائل سيكون قصير المدة ومحدود الأثر.