ادعت قيادات الاحتجاجات في السويداء، مراراً وتكراراً، أن الاحتجاجات في المحافظة ذات أهداف معيشية، رفضاً لتدهور الوضع الاقتصادي، خصوصاً بعد صدور “قرارات المحروقات” في أب الماضي.
وبعد وقت قصير من بداية الاحتجاجات، جيشت قوى الإعلام المعادية لسورية منصاتها لسرقة مطالب الأهالي وحرفها عن مسارها المعيشي نحو مطالب أُخرى، وكانت البداية مع رفع أعلام لا تُمثل كل السوريين سواء الذين في السويداء أو خارجها، وحينها خرجت قيادات الاحتجاج لتؤكد أن الاحتجاج لكل السوريين، ولن يُرفع به أي رمز أو شعار أو علم خاص ديني أو سياسي، الأمر الذي لم يطبق جتى تاريخه.
وانتقلت لاحقاً خطة الجهات المعادية لسورية وشعبها نحو إدخال شعارات ومطالب شبيهة بما جرى في 2011، عندما تم سرقة مطالب المدنيين لصالح العسكرة والتآمر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل راحت واشنطن وحلفها المعادي لسورية تحاول التواصل مع قيادات وشخصيات وازنة ضمن السويداء.
وفي وقت سابق، تواصل السيناتور الأميركي الديموقراطي “برندن بويل” مع أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، ليكون بذلك ثاني شخصية من الكونغرس الأميركي تتواصل مع الشيخ “الهجري” بعد السيناتور الأميركي الجمهوري، فرينش هيل، حيث كان محور الاتصالين هو أهمية تظاهرات السويداء وحرص كلا النائبين على حياة “الهجري”، كذلك فعلت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، ومسؤولة الملف السوري عن كتلة الخضر “كاترين لانغزيبن” عند اتصالها بالشيخ “الهجري”.
على الرغم من أن الأعلام والشعارات التي يرفعها من يؤكد على سورية الاحتجاج في السويداء والتزامه بالخط المعيشي، ليست كذلك لا من قريب ولا من بعيد، والدلائل بما يُنشر من فيديوهات، إلا أن القائمين مازالوا يؤكدون أن الاحتجاج سوري معيشي بحت، وكل ما هو عكس ذلك “محاولات تضليل”.
لكن الجديد في ساحات السويداء، هو رفع صورة رئيس الحزب التقدمي اللبناني السابق كمال جنبلاط، الذي يعتبر رمزاً لدروز لبنان، والسؤال الذي يجب طرحه هنا، ما علاقة “جنبلاط الأب” مع احتجاجات السويداء، ومطالب تحسين الواقع المعيشي، وهل يُشكل كمال جنبلاط رمزاً لكل السوريين حتى رُفعت صوره في الساحات، خصوصاً وأن كل التأكيدات التي خرجت من القائمين على الساحات أن الساحات لسورية ورموزها، فكيف تحول كمال جنبلاط لرمز سوري، ومن يرغب أن يزج السويداء وأهلها في متاهات آل جنبلاط السياسية وارتباطاتهم مع جهات معادية لسورية، أو في محاولة ترسيخ مخططات تقسيمية على أسس طائفية وعرقية تحيط بالجغرافية السورية.
يشار إلى أن كل ما ذُكر أعلاه، جاء بالتزامن مع ما كشفه مستشار العلاقات الخارجية السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، اللبناني الأصل وليد فارس، قبل أيام عبر حسابه على “X”، حول اتجاه أميركي غربي لإعلان دولة درزية في السويداء، مع احتمال حصول منطقة حظر جوي.