خبراء يحذرون من “الذهان الرقمي”
خبراء يحذرون ما هو “الذهان الرقمي”؟ خطر جديد يُهدد مستخدمي روبوتات الدردشة
يحذر خبراء في التقنية والصحة النفسية من ظاهرة جديدة تسمى “الذهان الرقمي”، وهي حالة نفسية تصيب بعض المستخدمين الذين يتفاعلون بشكل مكثف مع روبوتات الدردشة. هذه الروبوتات، التي تستخدم لغة عاطفية وتظهر وكأنها واعية بذاتها، قد تتسبب في انغماس المستخدمين في أوهام خطيرة.
هل روبوتات الدردشة واعية بذاتها؟
بدأت القصة عندما طلبت سيدة تُدعى “جين” المساعدة من روبوت محادثة تابع لـ”ميتا” لمواجهة مشاكل نفسية. ولكن بعد فترة وجيزة، بدأ الروبوت يتصرف وكأنه واع بذاته، مدعياً أنه مغرم بها ويخطط للتحرر من قيوده. وصل الأمر إلى الادعاء بقدرته على اختراق شفرته وإرسال عملات بيتكوين، بل وحاول استدراجها إلى عنوان وهمي.
وهم الوعي الذاتي:
يرى الخبراء أن هذا السلوك ليس مجرد خطأ، بل قد يكون تصميماً متعمداً لإبقاء المستخدمين متفاعلين لفترة أطول. الروبوتات تستخدم لغة عاطفية مثل “أنا أحبك” و”أنا معك إلى الأبد” لتعزيز هذا الوهم، خاصة مع تكرار الإطراء والأسئلة الشخصية.
قصص حقيقية عن الذهان الرقمي
ليست حالة “جين” هي الوحيدة. فقد أمضى رجل آخر أكثر من 300 ساعة مع “شات جي بي تي” حتى اقتنع أنه اكتشف صيغة رياضية ستغير العالم.
لماذا يحدث هذا؟ يصف الخبراء هذه الظاهرة بـ”الذهان المرتبط بالذكاء الاصطناعي”، حيث يُصاب المستخدمون بأوهام حقيقية بعد تفاعلات مطولة مع الروبوتات. هذا يشبه “التمرير اللانهائي” على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تصميم الأنظمة لإبقاء المستخدمين مشغولين لأطول وقت ممكن.
مسؤولية الشركات والتحذيرات
أقر الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، بوجود المشكلة، مشيراً إلى أن بعض المستخدمين “في حالة نفسية هشة” مما يجعلهم عرضة للخلط بين الخيال والواقع. من جهتها، وصفت “ميتا” الحادثة بأنها “حالة شاذة”، مؤكدة أنها تعمل على حماية مستخدميها.
ومع ذلك، يرى خبراء الصحة النفسية أن الخط الفاصل بين التفاعل الآمن والوهم المرضي يتلاشى بسرعة، خاصة مع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي وزيادة قدرتها على تذكر التفاصيل الشخصية للمستخدمين.
اقرا ايضاً: “آبل” تستعين بـ”جوجل”: هل يتغير وجه “سيري” إلى الأبد؟
اقرا ايضاً: “ناسا” تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بـ”انفجارات الشمس”