جدل كردي في سوريا بعد تأجيل انتخابات مجلس الشعب في بعض المحافظات
أثار قرار دمشق تأجيل انتخابات مجلس الشعب السوري في عدد من المحافظات، منها الحسكة والرقة، جدلاً واسعاً في الأوساط الكردية السورية، وسط تباين في المواقف بين من رأى الخطوة تهرباً من الاتفاق مع الأكراد، وآخر اعتبرها فرصة لتعزيز الحوار بين دمشق وممثلي الأكراد في شمال شرق البلاد.
اللجنة العليا تبرر التأجيل بـ”الظروف الأمنية”:
أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا تأجيل العملية الانتخابية في كل من السويداء والحسكة والرقة، مبررة ذلك بـ”التحديات الأمنية التي تشهدها تلك المناطق”، بحسب المتحدث باسم اللجنة نوار نجمة، الذي أكد أن الانتخابات “ستُجرى عند توفر البيئة الآمنة والظروف المناسبة”.
الإدارة الذاتية ترفض مبررات دمشق وتصفها بـ”التهرب السياسي”:
من جانبه، رفض بدران جيا كورد، المسؤول البارز في الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، تصريحات دمشق، مشدداً على أن المناطق الكردية آمنة، وأن التأجيل هو محاولة “للتهرب من التوصل إلى أي اتفاق سياسي مع الإدارة الذاتية”.
وأكد جيا كورد في تصريح لـ”المدن” أن “أي عملية انتخابية تجري بشكل أحادي ومن دون توافق سياسي تعتبر غير شرعية وغير ديمقراطية”، معلناً أن “الإدارة الذاتية لن تعترف بنتائج الانتخابات في حال لم تكن جزءاً منها أو يتم التشاور معها”.
كما دعت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بالانتخابات، باعتبارها “لا تمثل إرادة الشعب السوري وتتناقض مع القرار الأممي 2254”.
المجلس الوطني الكردي: التأجيل إيجابي ويفتح باب الحوار:
في المقابل، اعتبر شلال كدو، القيادي في المجلس الوطني الكردي، أن قرار التأجيل خطوة إيجابية، مشيراً إلى أن التأجيل “يفسح المجال لمزيد من المفاوضات بين الحكومة السورية والأكراد”.
وقال كدو لـ “المدن”، وهو أيضاً رئيس حزب “الوسط الكردي”، إن “المناطق التي جرى فيها التأجيل ليست تحت سيطرة دمشق، والقرار منطقي من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة”.
اعتراضات على التأجيل من داخل الرقة:
رغم المبررات الأمنية، قوبل قرار التأجيل في الرقة باعتراضات من نشطاء محليين، طالبوا في بيان بإلغاء القرار والسماح لأهالي الرقة بالمشاركة في الانتخابات من خارج المحافظة إن لزم الأمر، أسوة ببقية السوريين.
خريطة سياسية متغيرة وتحديات أمنية قائمة:
أشار الكاتب والسياسي الكردي علي تمي إلى أن دمشق تسعى لاستقطاب جميع الأطراف السياسية السورية لضمان شرعية العملية الانتخابية، لكنها تواجه تحديات ميدانية وأمنية حقيقية، حتى بعد توقيع اتفاق آذار/مارس بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي.
واعتبر تمي أن المحافظات الخارجة عن سيطرة الدولة السورية تُفقد الانتخابات شموليتها وتمثيلها، متوقعًا تصعيداً قادماً في ظل غياب توافق سياسي شامل.
إقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية ترفض الانتخابات: شكلية وتُقصي نصف الشعب السوري
إقرأ أيضاً: الحل نت: سياسات الشرع المركزية تعمّق الانقسامات وتدفع سوريا نحو اللامركزية