إيكونوميست: المعارضة السياسية تعود للواجهة في سوريا
تناولت مجلة إيكونوميست في تقرير حديث ملامح المرحلة التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، مسلطةً الضوء على التحديات التي يواجهها رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، والتوترات المتصاعدة داخل المجتمع السوري.
وبحسب المجلة، فقد رافق انتقال السلطة حالة من التفاؤل ووحدة مؤقتة، غير أن هذا المناخ بدأ يتبدد مع تزايد الانتقادات لأداء الحكومة، خصوصاً من جانب الأقليات، في ظل ضعف الاستجابة للأحداث الدامية التي شهدتها البلاد.
التقرير يشير إلى مجزرتين بارزتين بعد سقوط النظام؛ الأولى في آذار الماضي في المناطق الساحلية وأودت بحياة أكثر من 1400 شخص معظمهم من الطائفة العلوية، والثانية في تموز في محافظة السويداء، حيث قُتل المئات من أبناء الطائفة الدرزية. وترى إيكونوميست أن تعامل الحكومة مع هذه الحوادث لم ينجح في تعزيز الثقة، بل على العكس، عمّق شعور الأقليات بعدم الحماية والتهميش.
وفي خضم هذه التطورات، برزت مبادرة سياسية جديدة حملت اسم “المئوية السورية”، أطلقها ناشطون ومعارضون بارزون بينهم جورج صبرة وأيمن الأصفري، وتهدف إلى الدفع نحو صياغة سياسية أكثر شمولية، والسماح بتشكيل أحزاب، وحماية منظمات المجتمع المدني. لكن المبادرة قوبلت، وفق التقرير، بالتجاهل والاتهامات من جانب الحكومة، ما اعتُبر دليلاً على تضييق دائرة الحوار.
وتلفت المجلة إلى أن أزمة الثقة انعكست على علاقة الشرع بمختلف المكونات: فقد تراجع تعاون الدروز مع أجهزة الأمن، وازدادت المخاوف لدى العلويين، بينما تعثرت مفاوضات دمج الفصائل في جيش وطني، وفشلت محادثات مع الأكراد في تحقيق تقدم.
على الصعيد الدولي، يلاحظ التقرير أن الشرع حقق إنجازات مثل إقناع واشنطن بتخفيف العقوبات، والحفاظ على دعم استثماري من دول الخليج وتركيا، غير أن أحداث السويداء أثارت قلق الحلفاء الأجانب، فيما لا يزال تسعة من كل عشرة سوريين يعيشون في حالة فقر، بحسب وصف المجلة.
وتخلص إيكونوميست إلى أن استمرار تهميش الأقليات قد يدفع نحو بروز معارضة سياسية أكثر تنظيماً، خاصة في ظل الدعوات إلى إصلاحات دستورية وسياسية أوسع، محذرةً من أن تجاهل هذه الأصوات يهدد بتكرار دوامة الاستبعاد التي عرفها السوريون في العقود السابقة.
اقرأ أيضاً:مقارنة بين تقرير الأمم المتحدة وتقرير اللجنة الوطنية حول أحداث الساحل
اقرأ أيضا:دستور من رماد: كيف مهد الغياب السياسي لمجازر السويداء والساحل