“إسرائيل” تثبّت نقاطًا عسكرية في رخلة: خطوة استراتيجية تهدد أمن دمشق وبيروت

داما بوست -خاص

في تحرك عسكري خطير، قامت القوات الإسرائيلية يوم الخميس 21 آب بتثبيت نقاط عسكرية متقدمة في قرية رخلة الواقعة في جبل الشيخ بريف دمشق الغربي، في منطقة تُعد من أكثر المواقع استراتيجية على الحدود السورية-اللبنانية.

إقرأ أيضاً: صور أفيخاي أدرعي تثير جدلاً بعد زيارته مناطق بأرياف دمشق ودرعا والقنيطرة

رخلة: موقع استراتيجي يربط دمشق ببيروت وبعلبك:

تُطل قرية رخلة على ثلاث طرق حيوية تُعد من الشرايين العسكرية والتجارية بين دمشق وبيروت وبعلبك، ما يمنح القوات الإسرائيلية قدرة إشراف مباشر على هذه المحاور، ويجعلها في موقع يتيح مراقبة وتقييد أي تحرك عسكري أو لوجستي قادم من العمق السوري باتجاه لبنان، أو العكس.

ويُعتبر هذا التقدم غير مسبوق، إذ أصبحت القوات الإسرائيلية على بعد 20 كيلومتراً فقط من دمشق، و50 كيلومتراً من بعلبك، و60 كيلومتراً من بيروت، وهو ما يمثل تغييرًا كبيرًا في قواعد الاشتباك.

أبعاد عسكرية وأمنية على سوريا ولبنان:

من الناحية العسكرية، فإن تثبيت نقاط في رخلة يُعد تطورًا شبه هجومي يكرّس المبدأ العدواني الذي تتبعه “إسرائيل” منذ سنوات، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من التحكم بالحدود البرية والجبلية، خصوصًا تلك التي تربط بين سوريا ولبنان.

بالنسبة لسوريا: يشكل هذا التوغل انكشافًا مباشراً لجبهة دمشق الغربية، وهي المنطقة التي طالما اعتمدت عليها الدولة السورية كـ”عمق دفاعي” أمام أي هجوم إسرائيلي. أما الآن، فوجود نقاط عسكرية إسرائيلية على مرتفعات رخلة يعني أن أي تحرك عسكري سوري سيكون تحت المراقبة الدائمة والمباشرة.

أما في لبنان: فإن تموضع القوات الإسرائيلية في رخلة يمنحها تفوقًا جغرافيًا يمكّنها من استهداف البقاع الغربي وطرق الإمداد نحو الجنوب اللبناني بسهولة أكبر، مما يساهم في إضعاف قدرة حزب الله على المناورة أو إعادة التموضع في حال نشوب حرب شاملة.

خطر محتمل في أي مواجهة مقبلة:

في حال اندلاع حرب مستقبلية، فإن وجود القوات الإسرائيلية في رخلة يمنحها:

1- قدرة سريعة على التقدم نحو دمشق أو البقاع.

2- إمكانيات لتعطيل طرق الإمداد الحيوية.

3- قدرة على فرض طوق ناري حول العاصمة السورية والحدود اللبنانية.

4- أفضلية في الرصد الجوي والبري بسبب الطبيعة الجغرافية المرتفعة للمنطقة.

كما أن قرب رخلة من جبل الشيخ يعطي “إسرائيل” موقعاً ممتازاً لزرع أنظمة رادار واستطلاع إلكتروني قادرة على تغطية مساحات واسعة من جنوب سوريا وشرق لبنان.

صمت رسمي وسط مخاوف متزايدة:

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي سوري أو لبناني بشأن الخطوة، وسط قلق متصاعد من أن يكون هذا التمركز جزءاً من مرحلة تمهيدية لعملية عسكرية أوسع أو محاولة لفرض أمر واقع جديد على الحدود الشمالية لـ “إسرائيل”.

ويرى محللون عسكريون أن ما يجري في رخلة هو جزء من تغيير استراتيجي عميق في قواعد الانتشار العسكري الإسرائيلي، يهدف إلى سد أي ثغرات أمنية، وخلق حزام أمني مستتر يمتد من الجولان وصولاً إلى مداخل البقاع اللبناني.

إن تثبيت نقاط عسكرية إسرائيلية في رخلة لا يُعد مجرد تحرك تكتيكي، بل تحول استراتيجي خطير يحمل رسائل متعددة لسوريا ولبنان على حد سواء، ويرفع مستوى التهديد المباشر في أي مواجهة مقبلة، سواء محدودة أو شاملة.

إقرأ أيضاً: الاحتلال الإسرائيلي يعزز نفوذه في ريف دمشق مستغلاً غياب الدولة

إقرأ أيضاً: جيش الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على تل باط الوردة بريف دمشق

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.