كشفت مصادر كردية عن عقد المسؤول العام لـ “قسد”، المدعو “مظلوم عبدي” ثلاث اجتماعات ضمن المدينة العمالية التابعة لحقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، والتي تعد بجزء منها قاعدة لقوات الاحتلال الأمريكي في المنطقة، مشيرة إلى أن الاجتماعات الثلاث تهدف للبحث عن تهدئة مستدامة بمناطق شرق الفرات وأن تكون عشائر المنطقة “رأس حربة”، في الرد على عمليات فصيل “جيش العشائر”.
وبحسب ما وصل لشبكة “داما بوست” من تسريبات، فقد تقاضى المدعو “حاجم البشير”، الذي كان على رأس وفد يمثل قبيلة “البكارة”، مبلغ مالي قيمته 100 ألف دولار أمريكي على إثر الاجتماع الذي عقده “عبدي”، مع ممثلي العشيرة، وذلك بهدف توزيع المبلغ على وجهاء القبيلة لضمان ولائهم لـ “قسد”، وعدم السماح لـ “جيش العشائر”، بدخول القرى التي تقطنها العشيرة، كما طلب “عبدي”، من “البشير”، أن تحيد عشيرة البكارة نفسها عن الصراع مع “جيش العشائر”، وألا تسمح لأبنائها بالانتماء لأي فصيل يعادي “قسد”. وفي الاجتماع الذي عقده “عبدي”، مع ممثلين عن عشيرة “العكيدات”، برئاسة المدعو “هفل الهفل”، طلب مسؤول “قسد”، من الحاضرين التبرؤ من عمليات “جيش العشائر”، وألا يسمح للمنضمين إليه بالتواصل مع أي من سكان قرى قبيلة العكيدات، مهدداً من يتواصل مع قائد “جيش العشائر”، وشيخ عشيرة العكيدات “إبراهيم الهفل”، بالاعتقال والتسليم لقوات الاحتلال الأمريكي.
وفيما طالب ممثلي العشيرتين خلال الاجتماعين بتحسين الأحوال المعيشية وتأمين المحروقات والأسمدة وإعادة تشغيل محطات ضخ مياه الشرب، وتفعيل العمل بـ “العفو العام”، الذي صدر عن “قسد” قبل فترة ولم يخرج بموجبه إلا عدد قليل من المعتقلين، فقد كان حديث “عبدي”، عن الدور المستقبلي لـ “مجلس دير الزور العسكري”، الذي يجب أن يعزز بالمزيد من المقاتلين ليكون هو القوة التي ترد على “جيش العشائر”، وما أسماه بـ “خلايا داعش”، واعداً بتقديم رواتب عالية للمنتسبين الجدد، والسماح لهم بالتجارة وإعطائهم امتيازات على حساب السكان المحليين. الاجتماع الثالث لـ عبدي كان مع القادة الأكراد خاصة من غير السوريين المنتشرين في ريف دير الزور، وخلاله أكد المسؤول العام لـ “قسد” على ضرورة “الضرب بقوة”، كرد على أي تحرك معادي لـ “قسد” أو يهدد سلامة القواعد الأمريكية، مؤكداً أن “واشنطن”، تدعم أي تحرك لـ “قسد” في مناطق “شرق الفرات”، ولن يكون الإعلام قادر على التشويش على مسار العمليات أو اتهام “قسد” بأي نوع من الانتهاكات.
يذكر أن عبدي وصل إلى قاعدة “حقل العمر”، عبر الطيران المروحي الأمريكي الذي أقلع من “قاعدة رميلان”، قبل أن يعود إليها بذات الطريقة، والسبب في ذلك خشية عبدي من الاستهداف من قبل الخلايا التابعة للاستخبارات التركية النشطة في محافظة الحسكة ضد قيادات “قسد”.