سارة فتاة هادئة بطبيعتها، وهذا ما يصفها به كل من يعرفها قبل حدوث تلك المشكلة!
ففي أثناء نقاش لها مع صديقاتها حول موضوع جدلي، خرجت سارة عن هدوئها وأبدت ردة فعل انفعالية في محاولة منها لإثبات وجهة نظرها والدفاع عن رأيها.
لكن هذا الغضب لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما تحوّل إلى رجفة سرت بكامل أطرافها ودفعت صديقاتها لإنهاء الجدال على الفور وتهدئتها بعد الرعب الذي تملّكهم من الحالة التي وصلت إليها.
وأدى الموقف إلى ظهور العديد من إشارات الاستفهام، لماذا حدث الأمر مع سارة بالذات على الرغم من أنهن جميعاً كنّ منفعلات ويدافعن عن وجهة نظرهن؟ هل يعد الغضب سبباً لحدوث الرجفة؟ وهل الحالة التي أصيبت بها سارة مرضية وتستدعي مراجعة الطبيب؟
للإجابة على هذه التساؤلات، تواصلت شبكة “داما بوست” مع الطبيب جلال شربا الاختصاصي بالأمراض النفسية والعصبية، والذي كشف لنا المعلومات الكاملة عن هذه الحالة.
حالة طبيعية أم مرضية؟
أوضح الطبيب في حديث خاص لشبكة “داما بوست” أن سبب الرجفة خلال احتدام النقاش هو التوتر الشديد المرافق لهذه الحالة.
ولفت شربا إلى أن هذا التوتر ينتج عن إفراز كمية كبيرة من “الأدرينالين والنور أدرينالين” من الدماغ للعضلات والأعصاب.
وبيّن الطبيب أن الرجفة حالة طبيعية إذا كانت بمستوى معقول وليس شديداً، مشيراً إلى أنها تختلف من شخص لآخر، أي هناك أشخاص يصابون بها بسبب وجود حالة أكبر من التوتر، وهناك أشخاص لا يحدث لديهم توتر ورجفة خلال النقاش.
وأفاد شربا بأن الحالة تعتبر مرضية عندما تكون شديدة ودائمة وتؤثر على حياة الشخص وأدائه لمهامه وعلاقاته الاجتماعية، لأن من يصاب بالرجفة بشكل دائم سيتجنب اللقاءات والنقاش، ما يؤدي به إلى العزلة والكآبة، لافتاً إلى أن مراجعة الطبيب هنا تكون ضرورية.
أسباب الرجفة المرضية
وقال الطبيب: “أكثر العوامل التي تؤدي إلى الرجفة هي شخصية المصاب بها أي تركيبه النفسي، هل هو شخصية قلقة أو شخصية وسواسية أو لديه فوبيا أو لديه شخصية تجنبية، وكل هذه الاشياء تزيدها وتحولها لمرض كامل”.
وأضاف شربا: “كما يمكن لمشاكل الطفولة التي مر بها الشخص وطريقة تربيته أن تكون سبباً بالرجفة”.
وحول الحل لهذه الحالة، ذكر الطبيب أن الحل الأمثل والطريقة الأفضل لتخفيف الرجفة هي مراجعة الطبيب النفسي، بالإضافة إلى التدريب على مواجهة الأشخاص وإلقاء الخطاب أمام المرآة في المنزل مثلاً، ووجود تشجيع من المحيطين بالمريض.