حاول المبعوث الأممي الخاص إلى سورية “غير بيدرسون” الاتكاء خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة المخصصة لسورية، على القرار 2254 لتأكيده صعوبة وجود ظروف مناسبة لتسوية سياسية في سورية.
وقال “بيدرسون” إنه يمكن معالجة الأزمات العديدة التي تعاني منها سورية في حال التحرك وفقاً للقرار 2254، ومع استمرار النزاع وعرقلة العملية السياسية سوف تستمر معاناة السوريين، وسورية لا تستطيع إصلاح اقتصادها في حالة الصراع، حسب تعبيره.
وأكد المبعوث الأممي تواصله مع وزير الخارجية فيصل المقداد، وكذلك مع المعارضة، ومع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية، وكذلك مع المسؤولين الأتراك، وأنه سيواصل العمل مع الأطراف العربية والغربية واستانا لدعم العملية السياسية السورية.
ورحب “بيدرسون” من خلال كلمته بإمكانية إعادة انعقاد اللجنة الدستورية في سلطنة عمان قائلاً.. “هذا يشكل نقطة توافق واضح بضرورة إعادة انعقادها بين كل الأطراف، سأواصل السعي لتسهيل التوافق للتغلب على القضايا التي حالت دون انعقاد اللجنة الدستورية، ولضمان استئناف أعمالها وإحراز تقدم”، مشيراً إلى أن “العملية السياسية الداخلية في سورية تمر منذ سنة بحالة جمود، وهذه العملية ضرورة لحل الوضع الرهن، لا يوجد نصر عسكري يلوح بالأفق، وستستمر الأثار الرهيبة للنزاع بالمنطقة، والجميع يدفع ثمناً باهظاً وخاصة الشعب السوري”.
وبالتوازي، تعالت خلال جلسات مجلس الأمن الأخيرة، أصوات مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الذين وزعوا الاتهامات وزيفوا الحقائق ضد الدولة السورية، اعتماداً على أكاذيب قديمة جديدة تتعلق بملفات الكيميائي، والتعذيب، والمخدرات، وآخرها التدخل في القضايا الداخلية عبر دعم الاحتجاجات في الجنوب السوري.
وحول هذه التطوراتـ أوضح أمين سر مؤتمر الأحزاب العربية عبد الله منيني لـ “داما بوست” أن “بيدرسون” يسعى لإعادة الألق إن صح التعبير لمهمته كمبعوث أممي، لا شك أن مجمل الزيارات تأتي في ظل حراكه الهادف لحشد الدعم لجهوده الناقصة، كون جهوده لم تثمر عن أي شيء جديد، وأعتقد ان إعلان اللجنة العربية بحضور وزير الخارجية السوري على الاتفاق لعقد جولة جديدة للجنة الدستورية في عمان من شأنه أن يُعطي دفعة لجهود بيدرسون.
ويؤكد “منيني” أن هذه الجهود لم تستطع أن تقنع الأطراف خارج الحدود السورية لتأمين مستلزمات نجاح هذه اللجان، كونها متشابهة في جدول أعمالها دون أن تحقق أي تقدم، والمتابع لمسار الجولات السابقة يدرك ذلك كون الأمر غير مؤطر بإطار زمني، والتناقض بين الوفد الوطني والوفود الأُخرى، لجهة تحديد الأولويات والابتعاد عن الإملاءات الخارجية، وبالتالي اللجنة الدستورية أمامها الكثير من العراقيل، وجهود بيدرسون لن تفضي إلى اندفاعة كاملة، خصوصاً أن هناك تناقضات دولية تزيد من وجع السوريين.
وبالنسبة للتصريحات الصادرة عن الجهات الغربية في مجلس الأمن مؤخراً، يرى “منيني” أنها تؤكد أن المجتمع الدولي مازال يغرد خارج سرب المصلحة السورية، ويحاول استخدام أحصنة طروادة متعددة في ملفات شائكة، أهمها الملف الإنساني والكيميائي والمخدرات وهو الخطاب القديم المتجدد.
وأضاف “يعيش المجلس حالة عدم استقرار، بوجود أطراف يتعاملون مع سورية بطريقة استعمارية وانتقامية، تحاول فرض أجنداتها الخاصة بمحاولة استغلال هذا المنبر، ولولا وجود أصدقاء لسورية في مجلس الامن، لكان هناك العديد من القرارات التي مرت ضد سورية”.
وختم “منيني” حديثه بموضوع استحضار مندوبي الدول الغربية في مجلس الأمن لعناوين مستهلكة، مثل أحداث الساحة الداخلية والتعذيب والمخدرات والكيميائي، من شأنها التشويش على جهود المبعوث الدولي نحو الانطلاق إلى الأمام، ومحاولة تعطيل طريق الجهود العربية للانفتاح تجاه دمشق، فهذه السياسة الكاذبة التي دأب الغرب على اتباعها مع سورية، ولا يمكن أن ننسى هنا كذبة كولن باول حول العراق، وهو ما تسعى بعض الجهات كبريطانيا وفرنسا، للعمل عليه بذات الأسلوب.