أطلقت وزارة الصحة السورية مؤخراً البرنامج الوطني للكشف المبكر والتدخل المبكر لنقص السمع عن الأطفال حديثي الولادة، وهو برنامج تتكامل فيه جهود عدة جهات حكومية وغير حكومية، لإنقاذ آلاف الأطفال من خطر فقدان السمع.
وقدمت السيدة الأولى “أسماء الأسد” كلمة في هذه المناسبة، كراعية للبرنامج، وداعمة لإطلاقه وتعمل عليه إضافة إلى عدة مشاريع إنسانية أخرى معنية بالأطفال ومرضى السرطان، وقالت فيها حرفياً.. “إذا كان الإنسان هو منطلق ومستقر أي عمل إنساني أو خدمات طبية تُقدَّم فإن الأطفال يحتلون المرتبة الأولى في هذه الخدمات، فسلامة أطفال أي وطن تعبر عن سلامة مجتمعه وأجيالهِ، وبالتالي سلامة مستقبله”.
وشددت “الأسد” على أهمية حاسة السمع، موضحة أن الطفل الفاقد لها هو “فاقد للكلام أيضًا، وغير قادر على التواصل أو التفاعل مع محيطه، وغير قادر على التعلم والتطور، إضافة إلى أنه يصبح عبء على ذويه ومجتمعه ووطنه دون ذنب منه بل بتقصير عائلة أو مجتمع أو دولة، خاصة أن الكشف المبكر لهذا المرض ممكن ومتاح، ونتائج العلاج فعالة إلى حد كبير في حال تم التدخل المناسب في الوقت المناسب”.
العبارة السابقة تم اقتطاعها من سياق كامل، من قبل الإعلامي الأردني “نيكولاس خوري” العامل في منصة AJ+ التابعة لشبكة الجزيرة القطرية، متهماً السيدة الأولى بأنها تصف الأطفال فاقدي السمع بالعبء، وبتسرع غير مسؤول وغير مهني، راح “الخوري” يروج بروبغندا كاملة تستهدف البرنامج الوطني الذي ترعاه “الأسد” ويهدف إلى منح آلاف الأطفال الحق بالكشف المبكر لنقص السمع ويحفز الأهالي والأسر لإجراء هذا الفحص السريع لأبنائهم لضمان عدم فقدانهم للسمع مع تقدمهم في العمر.
ورغم أن البرنامج تتكامل فيه الجهود، ويهدف إلى نشر ثقافة عامة عند الأسر لإجراء فحوصات مبكرة عند أطالفها، إلا أن “الخوري” وجوقة التطبيل دون تدقيق حاولت استهداف البرنامج باقتطاع جزء من كلمة للسيدة الأولى في حفل إطلاق البرنامج وحرفه عن سياقه، فهل يعقل أن تنفق الدولة السورية مبالغ ضخمة لإنشاء هذه المراكز المتخصصة في علاج الأطفال فاقدي السمع، وأن تجمع كل هذه الجهات بجهود مستمرة منذ سنوات طويلة، كي تصفهم في النهاية بالعبء، وهي كلمة لم يكن القصد منها سوى توصيف الحالة بدقة متناهية.. “أن نستثمر الفرصة بإزالة العبء” أي أن يخضع جميع الأطفال حديثي الولادة للفحص المبكر والعلاج “المجاني”، قبل أن يتحولوا إلى “عبء” على أسرهم، باعتبار أن “الفحص المبكر” يساهم في تقليص مدة العلاج، ويوفر مبالغ ضخمة على ذويهم.
وانساق وراء بروبغندا “الخوري” العديد من الصفحات والحسابات، التي لا تتردد في التعبير عن نفسها، في كونها قطيع ينساق وراء “أجندات” تستهدف سورية، وتحاول إفراغ جهود دولتنا ومجتمعها من أثر الإيجابي، وهي سياسة متبعة منذ سنوات تحاول تشويه كل ما يتم إنجازه وتصويره في صورة سلبية، خلافاً للجدوى المحققة منه، فهل يمكن “للخوري” وغيره إنكار مدى ضرورة وجود برنامج كهذا في سورية أو غيرها من الدول، يعني بضمان عدم فقدان الأطفال لحديثي الولادة للسمع، ويقدم لهم العلاج والرعاية والتعليم بشكل مجاني.