وزير العدل السوري: لا وحدة دون قانون.. وتفعيل تجريم الطائفية ضرورة وطنية
أكد وزير العدل السوري، مظهر الويس، أن إعادة تفعيل القوانين التي تجرّم الطائفية والتحريض باتت أولوية وطنية لا تحتمل التأجيل، مشدداً على أن هذه الخطوة يجب أن تُنفذ بروح العدالة والحياد، بعيداً عن الانتقام أو الإقصاء.
وقال الويس، في منشور على منصة “إكس”، إن تعزيز الهوية الوطنية الجامعة ضرورة ملحة في وجه تصاعد العصبيات الضيقة، مضيفاً:
“عندما تضعف الهويات الجامعة، تبدأ العصبيات بالتسلل، لقد علّمنا التاريخ أن مشاريع التفرقة لا تدوم، وأن السوريين يعودون دائماً إلى نقطة اللقاء: الوطن، فلا ملاذ لهم إلا بعضهم البعض، ولا قوة تعلو على وحدتهم حين يثقون بأنفسهم وبقيمهم المشتركة”.
ودعا الوزير العقلاء إلى “الصدح بالحقيقة بلا مواربة”، محذراً من خطورة الانجرار خلف “ثقافة الدهماء”، لأن نتائجها ليست مجرد شعارات، بل دماء تسيل وأشلاء تُبعثر في دروب الفتنة، على حد تعبيره.
قوانين قُمعت باسمها المعارضة
وانتقد الويس ما وصفه بسوء استخدام بعض القوانين في العقود الماضية، قائلاً إن النصوص التي وُضعت لحماية وحدة البلاد، استُغلت في عهد النظام السابق كأداة لقمع المعارضين، بينما تُرك المحرّضون الطائفيون يعبثون بالنسيج المجتمعي دون رادع.
وأضاف: “إن انحراف التطبيق لا يُسقط شرعية هذه القوانين، بل يؤكد ضرورة تفعيلها بشكل عادل ومحايد، فهي جزء أصيل من التشريعات السورية منذ نشأة الدولة، وتسبق زمن تغوّل النظام السابق عليها”.
حماية الوطن لا تكون بالانتقائية
وأكد وزير العدل أن تفعيل هذه النصوص القانونية يجب أن يتم بمنطق يحفظ روح القانون لا بأدوات الثأر، مشيراً إلى أن إعادة الاعتبار لها ضرورة ملحّة لحماية مؤسسات الدولة وصون وحدة المجتمع.
كما شدد على أهمية التوازن بين حرية التعبير ومكافحة التحريض، قائلاً: “حرية التعبير ليست منّة تُمنح، بل حقّ يُصان، لكن لا يمكن أن تتحول إلى منصّة لنشر البغضاء أو التحريض، المطلوب توازن دقيق يصون الفضاء العام، ويضمن للجميع الحق في التعبير ضمن إطار من الانضباط والمسؤولية”.
مسؤولية مشتركة
وختم الويس بالقول إن ترسيخ الوحدة الوطنية لا يقع على عاتق الدولة وحدها، بل هو مسؤولية جماعية، تتقاسمها جميع مكونات المجتمع، معتبراً أن طريق التعافي الوطني يمر عبر الوعي، والعمل الدؤوب، وتقديم مصلحة الوطن على كل اعتبار.
اقرأ أيضاً: سوريا 2025: هل تقود الطائفية البلاد نحو انفجار جديد؟
اقرأ أيضاً: اغتيال عالم دين في حمص يثير غضباً واسعاً