السويداء: 32 قرية منكوبة وآلاف الضحايا والمفقودين
تواجه محافظة السويداء، جنوبي سوريا، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث، بعد أسبوعين من المواجهات الدامية بين فصائل درزية من جهة، وقوات الحكومة السورية الانتقالية مدعومة بمجموعات عشائرية مسلّحة من جهة أخرى.
ووفق ما وثّقته شبكة “السويداء 24″، فقد أسفرت هذه الهجمات عن تهجير آلاف السكان من قراهم، التي طالتها عمليات قصف واقتحام في أرياف السويداء الغربية والشمالية الشرقية.
واضطرّ المدنيون للنزوح إلى أماكن أكثر أماناً داخل المحافظة، شملت مدارس، ومقامات دينية، ومراكز إيواء مؤقتة، وحتى منازل خاصة.
حصار ممنهج وأزمة إنسانية خانقة
يتفاقم الوضع الإنساني بسبب حصار وصفته الشبكة بـ”الممنهج”، تفرضه قوات الحكومة الانتقالية على الطرق المؤدية إلى المحافظة من دمشق ودرعا، ما أدّى إلى نقص حاد في المواد الأساسية، كالغذاء والماء والدواء، فضلاً عن انعدام المحروقات، وعجز شبه تام في المستشفيات ومراكز الخدمة.
قرى منكوبة ومجازر موثقة
من بين القرى المتضررة: الخالدية، السالمية، دير الشعير، الحقف (في الريف الشمالي الشرقي)، والثعلة، المزرعة، لغا، سميع، الطيرة، الدور، نجران وغيرها (في الريف الغربي).
وفي قريتي الدور ونجران وحدهما، تم توثيق أكثر من 100 قتيل، بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وبحسب تقارير حقوقية، فإن عدد القتلى الإجمالي فاق 814 شخصاً، والجرحى تخطوا 900، فيما لا تزال الجثامين منتشرة في شوارع بعض القرى التي تخضع لسيطرة فصائل مسلحة وقوات حكومية.
توثيق النهب والإعدامات
انتشرت على مواقع التواصل تسجيلات توثق عمليات نهب (تعفيش) وسرقة، بعضها على يد عناصر من القوات الحكومية، شوهدوا وهم يقتحمون متاجر في السويداء ويكسرون كاميرات المراقبة لإخفاء الأدلة.
كما تم توثيق حالات تصفية ميدانية وإطلاق نار عشوائي على مدنيين، وعمليات خطف طالت نساء وأطفالاً.
نزوح جماعي وأمل بوقف إطلاق نار
بلغ عدد النازحين من السويداء أكثر من 145 ألف شخص، موزعين على مراكز إيواء في دمشق ودرعا، حيث استقبلت الأخيرة ما يقارب 5 آلاف عائلة في أكثر من 60 مركزاً.
ورغم انخفاض وتيرة الاشتباكات، لا تزال الخروقات قائمة، وسط آمال محلية بإرساء وقف دائم لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ المدنيين من جحيم الحصار والدمار.
اقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟