مشروعان لإعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية في مدينة داريا
أعلن كل من صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا (SRTF) وصندوق مساعدات سوريا (AFS)، يوم الجمعة 25 تموز 2025، عن بدء تنفيذ مشروعين متكاملين لإعادة تأهيل مرافق حيوية في مدينة داريا بريف دمشق، وذلك في إطار جهود مشتركة لدعم تعافي المجتمعات المحلية وتعزيز الخدمات الأساسية المتأثرة خلال سنوات النزاع.
بنية تحتية وخدمات عامة
يتولى صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا تنفيذ مشروع يستهدف البنية التحتية العامة، ويتضمن تأهيل خزان مياه مرتفع وحديقة عامة وعدد من الطرق والخدمات المرتبطة بها. ويُموّل هذا المشروع عبر مبادرة “المال مقابل العمل”، بميزانية تُقدّر بـ770 ألف يورو، ويوفر فرص عمل محلية لدعم سبل العيش المؤقتة.
وبحسب ما أفاد به المدير التنفيذي للصندوق، هاني خباز، فقد بدأ تنفيذ بعض الأعمال فعليًا على الأرض، بما في ذلك أعمال تأهيل الخزان والطرق والحدائق. ويُتوقع أن يستفيد نحو 80 ألف شخص من هذه الأنشطة من خلال تحسين الوصول إلى المياه النظيفة، ووسائل النقل المحلية، والمساحات العامة، بما يساهم في الاستقرار المجتمعي.
دعم قطاع الصحة والمياه
في سياق متصل، يموّل صندوق مساعدات سوريا مشروعًا لإعادة تأهيل مستشفى داريا الوطني، يشمل تحديث أقسام الطوارئ والجراحة والأشعة والعلاج الطبيعي، إضافة إلى تزويده بمعدات طبية حديثة. كما يتضمن المشروع إعادة تأهيل ثلاث محطات مياه، وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي، وتركيب أنظمة طاقة شمسية لضمان استمرارية خدمات المياه لـ3,840 أسرة.
ويشمل المشروع أيضًا ترميم الطرق والأرصفة وإنارة مدخل المستشفى الرئيسي، بميزانية إجمالية تقدر بـ790 ألف يورو، ويركز على قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي.
وقد أكدت المديرة التنفيذية لصندوق مساعدات سوريا، أندريا كوادن، أن هذا التعاون مع صندوق الائتمان يعكس نموذجًا عمليًا للتنسيق المشترك مع الفاعلين المحليين، بما يعزز الثقة المجتمعية ويدعم جهود التعافي المبكر.
إطار تعاوني وتمويل دولي
ويأتي هذا التعاون بين الصندوقين ضمن خطة أوسع لتوفير استجابة شاملة وفعالة للواقع المحلي في داريا، بميزانية إجمالية تقدر بـ1.8 مليون دولار، تمولها جهات مانحة متعددة.
صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا تأسس عام 2013 بمبادرة من “مجموعة أصدقاء الشعب السوري”، وبدعم من مانحين رئيسيين أبرزهم ألمانيا والإمارات والولايات المتحدة، ويهدف إلى تمويل مشاريع تعافي في سوريا بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة.
أما صندوق مساعدات سوريا، فقد تأسس في كانون الأول 2022 تحت اسم “صندوق مساعدات شمالي سوريا”، قبل أن يتوسع لاحقًا لدعم مرحلة التعافي الانتقالي بعد انتهاء سيطرة النظام السابق في كانون الأول 2024، وفق تعريف الصندوق، وهو يُعتبر منصة إنسانية متعددة المانحين تُعنى بسد الفجوات الخدمية الحرجة.
خلفية ميدانية
وكان مستشفى داريا الوطني قد خرج عن الخدمة في عام 2016، عقب تعرضه لقصف مباشر أدى إلى احتراق مبناه، ويخدم المستشفى عددًا من بلدات ريف دمشق الغربي، بينها المعضمية، جديدة عرطوز، وصحنايا.
كما شهدت داريا آنذاك مواجهات مسلحة استمرت لأربع سنوات، قبل إخلاء المدينة في آب 2016 بموجب اتفاق مع الجهات المسيطرة حينها.
إقرأ أيضاً: لجنة الظل.. سوريا تعيد تشكيل اقتصادها سراً وشقيق الشرع يتولى المسؤولية