فرضت قوات الاحتلال الأميركي هدنة بين ميليشيات “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري” بعد أيام من الاشتباكات المتبادلة بين الطرفين.
وأكدت مصادر خاصة لـ “داما بوست” أن وفداً من التحالف الدولي وصل الى بلدة الصور، وعقد عدة اجتماعات مع مجلس دير الزور العسكري، أفضت إلى التوصل لهدنة بين المجلس وقسد.
وبحسب المصادر فإن متزعم مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل” طالب قواته بالانسحاب، ووقف الاشتباك مع قسد في ريف دير الزور عقب الاتفاق مع التحالف الدولي.
وتابعت المصادر أن “هدف الأميركي من الهدنة هو تجميد الخلافات، كي لا تتعارض مع مصالحه ومخططاته في إطار صراعه مع الدولة السورية من جهة ومع روسيا من جهة أُخرى”.
وكان “مجلس دير الزور العسكري” فرض سيطرته على بلدتي البصيرة والصور وقرية العزبة وعدة قرى وحواجز في المنطقة، كما وقعت اشتباكات مع “الأسايش” (الأمن الداخلي التابع لقسد) وأدت لمقتل 3 عناصر من الشرطة وإصابة مثلهم، ومقتل عنصرين، وإصابة 3 من المجلس.
واعتقل المجلس وفق المصادر 64 عنصراً من الشرطة العسكرية و”الأسايش” والقوات الخاصة HAT، وتسليمهم للتحالف الدولي الذي قام بإرسالهم إلى مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وبالتزامن مع معلومات داما بوست، أكد رئيس “تجمع سوريا الواحدة” وأحد وجهاء عشيرة طي، بسمان العساف، بحسب مواقع كردية أن “المشاكل بين مجلس دير الزور العسكري وقسد مشاكل كبيرة وقديمة، خصوصاً ان التحالف الدولي بدأ بالتواصل مع قادة الفصائل العربية المنضوية ضمن قسد بشكل مستقل دون الرجوع لها، وهذا التواصل بدأ يزعج قيادة قسد، فهم لا يريدون أي تواصل مباشر بين الفصائل وبين التحالف الدولي، لهذا بدأت المشاكل ويمكن أن نشاهد ذلك في الحسكة أيضاً.
وأشار “العساف” إلى أنه “قبل الأحداث الأخيرة المتمثلة بالمشادات داخل قوات قسد، كانت هناك مظاهرات وقطع للطرقات في دير الزور بشكل شبه يومي، والسبب هو فقدان الإدارة الجيدة للمنطقة، الوضع الاقتصادي المتردي، والطريقة الأمنية في التعامل مع الناس”.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ارتفعت حدة الخلافات بين الميليشيات التابعة للاحتلال الأميركي في مناطق شرق الفرات، حيث بدء الصراع بين ميليشيا “قسد” وما يُعرف بـ “مجلس دير الزور العسكري”، يأخذ منعطفاً جديداً بعد سلسلة من التصعيد.
وأعلن قائد “مجلس دير الزور العسكري” المدعو “أبو خولة” الحرب على “قسد” وطلب الاستنفار العام لجميع قواته العسكرية في ريفي دير الزور الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي، وذلك لمواجهة مخططات عزله، التي تتزعمها “قسد” بعد تعيين قياديين من قبل الميليشيا، هما “روني وباران”، في مهمة الحد من نفوذ المجلس.
وجاء التوتر بحسب وسائل الإعلام على خليفة التعزيزات العسكرية التي أرسلتها “قسد” من قوات “الكوماندوز” و”الأسايش” إلى مناطقها في ريف دير الزور، والتي سيطرت على كافة الحواجز في مقابل نقاط التماس مع الجيش العربي السوري، وطردت عناصر المجلس منها، نظراً لتواصل الأخير منفرداً مع قوات الاحتلال الأميركي، في خضم ما تقوم به الولايات المتحدة من إعادة ترتيب أوراقها العسكرية شرق الفرات، لأجل تشكيل تنظيم عسكري جديد يواجه الجيش العربي السوري.