بابا الفاتيكان: لا تتركوا سوريا وحدها.. الهجوم على كنيسة مار إلياس كشف هشاشتها من جديد
دعا بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر المجتمع الدولي إلى عدم إدارة الظهر لسوريا، مشدداً على أهمية مواصلة تقديم الدعم الإنساني والسياسي للبلاد التي ما تزال ترزح تحت وطأة الصراعات وانعدام الاستقرار.
وجاءت تصريحات البابا خلال مقابلته الأسبوعية العامة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث عبّر عن “حزنه العميق” إزاء الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة بدمشق، مساء الأحد 22 حزيران، وخلّف عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وأعرب البابا عن تعازيه الحارّة لعائلات الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكداً تضامنه مع المسيحيين في الشرق الأوسط الذين لا يزالون يواجهون تحديات أمنية وإنسانية جسيمة.
وأضاف: “هذا الحدث المأساوي يسلّط الضوء مجددًا على هشاشة سوريا، بلد أنهكته سنوات من الصراعات، ويحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى السلام والمصالحة.”
وشدد بابا الفاتيكان على ضرورة أن يبقى المجتمع الدولي ملتزماً تجاه سوريا، عبر ما وصفه بـ”إيماءات التضامن والالتزام المتجدد بالسعي نحو السلام”، محذراً من خطورة ترك السوريين يواجهون محنتهم وحدهم.
من جانبه، قال أمين سر دولة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، إن البابا “تلقّى نبأ التفجير بألم بالغ، وعبّر عن تضامنه العميق مع جميع المتضررين من هذه الفاجعة”، مؤكداً أن الكنيسة الكاثوليكية تواصل الدعاء من أجل ضحايا العنف في سوريا وسائر مناطق النزاع.
اقرأ أيضاً: “قسد” تنفي رواية الداخلية بشأن تفجير مار إلياس: لا صلة لمخيم الهول بالانتحاريين
الهجوم الذي استهدف الكنيسة لاقى إدانات دولية واسعة، وسط مطالبات بفتح تحقيق شفاف وتقديم المسؤولين للعدالة.
وفي بيان رسمي، حمّلت الحكومة السورية الانتقالية تنظيم “داعش” مسؤولية التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق.
في المقابل، أعلن تنظيم يُطلق على نفسه اسم “سرايا أنصار السنّة” تبنّيه للهجوم، عبر بيان نُشر على قنوات غير رسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمًا مسؤوليته عن التفجير.
ورغم إعلان التنظيم الأخير، لم تصدر الحكومة السورية الانتقالية أي تعليق رسمي بشأن هذا التبني، كما لم تؤكد أو تنفِ صحة البيان المنسوب للتنظيم، في وقت تستمر فيه المطالبات بإجراء تحقيق شفاف ومستقل للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد الجهة المسؤولة بدقّة.
ويزيد هذا التباين في الاتهامات والتبني من تعقيد المشهد، في ظل مخاوف من عودة نشاط الجماعات المتطرفة واستهدافها للأقليات الدينية والمواقع المدنية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني، ويدفع مجدداً نحو ضرورة تعزيز الاستقرار والحماية للمدنيين في عموم البلاد.
اقرأ أيضاً: تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق: فشل أمني أم مقدّمة لصدع التعايش؟