داما بوست – خاص| تتسارع وتيرة بناء القرى والمخيمات الاسمنتية في المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي من ريف حلب الشمالي الغربي، في محاولة لتوطين العوائل المرتبطة بالفصائل المسلحة، ما يعكس رغبة تركية متزايدة بإحداث تغيير ديموغرافي مستدام في المناطق القريبة من الحدود.
وتقول مصادر خاصة لـ “داما بوست”، أن المجمع السكني التي تم افتتاحه يوم أمس في قرية “كفروم”، التابعة لمنطقة “شران”، بريف حلب الشمالي الغربي، هو المجمع الثالث الذي افتتح بالقرب من القرية نفسها بتمويل من منظمة تدعى “يد العون للتنمية”، كما تم وضع حجر أساس للمجمع رابع في المنطقة نفسها.
تبنى المجمعات السكنية بتمويل من منظمات وجمعيات تتوزع بين فلسطين المحتلة والدول الخليجية، وحسب المعلومات التي حصل عليها “داما بوست” من مصادر موثوقة بالشمال، فإن المنظمات التي تنشط في الشمال السوري من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يقوم عليها أشخاص يحملون جنسية كيان الاحتلال الإسرائيلي، ما يرجح أن هذه المجمعات تبنى بمعرفة من تل أبيب، كواحدة من عمليات الدعم والتعاون المتبادل بين أنقرة والاحتلال الإسرائيلي.
بلغ عدد المجمعات التي بنيت منذ بداية العام الحالي 22 مجمعاً تطلق عليها أسماء “قرى”، وهي عبارة عن مجمعات سكنية مؤلفة من مبان طابقية من المفترض أن يتم توزيعها على سكان المخيمات التي تعاني من سوء الأحوال الجوية في الشمال السوري، لكن مصادر “داما بوست”، أكدت أن الألولوية في التوطين هم عناصر الفصائل المسلحة المعروفة باسم “الجيش الوطني”، ومن يتم منحهم شقق سكنية ينتقلون إليها من مناطق سكنهم الحالية ضمن منازل السكان الذين نزحوا من المنطقة، وحسب المعلومات أيضاً، فإن عملية الانتقال تكون جزئية، ومن سيطر على منزل داخل مدينة عفرين أو أي من المناطق التابعة لها لا يسلمه لأي جهة، وإنما يبقي جزء من عائلته فيه بما يعني تملكه عقارين.
وتوزع تمويل المجمعات السكنية حسب جنسيات الجهات الموولة إلى 13 مجمعاً بتمويل من جمعيات إسرائيلية تزعم إنها فلسطينية، 3 من جمعيات سعودية، ثلاثة من قطر ومثلها من الكويت، وجمعية واحدة من الجنسية التركية، فيما توزعت المجمعات التي تم إنشاؤها منذ بداية العام الحالي على مناطق “جنديرس – شيروا – شران – جبل الأحلام – قرية الغزاوية – حرش الخالدية – كفرة نصرة”، وجمعيها مناطق في ريف حلب الشمالي الغربي.
هناك مشاريع لإنشاء مجمعات وحدات سكنية مماثلة ضمن المنطقة الممتدة ما بين رأس العين بريف الحسكة وصولاً إلى منطقة تل أبيض بريف الرقة، كما أن هناك مجموعات كبيرة من المجمعات السكنية التي أنشأت في مناطق جرابلس وأعزاز ومحيطهما، والغاية هي إبعاد المكون الكردي عن المناطق القريبة من الحدود، بحجة عدم رغبة تركية بإقامة كيان كردي مستقل أو شبه مستقل في الشمال السوري، بما يجعل هذا الكيان مدعوماً على مستوى التسليح من تنظيم “حزب العمال الكردستاني”، المصنف على إنه تنظيم إرهابي لدى مجموعة من الدول.