جفاف وغلاء يهددان مزارعي حمص بموسم خاسر
يواجه القطاع الزراعي في ريف حمص تحديات مصيرية مع انطلاق الموسم الشتوي، حيث يترقب المزارعون بقلق تداعيات التغير المناخي والارتفاع الحاد في تكاليف الإنتاج.
وفي تقرير ميداني نشرته وكالة “نورث برس”، نقلت فيه شهادات حية لمزارعين يعيشون صراعاً يومياً لتأمين لقمة عيشهم من أرض باتت تكاليف حراثتُها وحدها عبئاً لا يُحتمل.
أرقام الإنتاج تحت مجهر
أفاد المزارع “علي شعبان” في حديثه أن تكاليف الزراعة تجاوزت القدرة الشرائية للفلاحين؛ حيث بلغت أجر حراثة الدونم الواحد نحو 100 ألف ليرة سورية، بينما يتطلب الدونم بذاراً بقيمة 150 ألف ليرة.
وأكد شعبان أن غياب الدعم الحقيقي جعل من الاستمرار في هذه المهنة تحدياً يومياً، وسط آمال معلقة على تدخل حكومي ينقذ المزارعين من الإفلاس.
وعلى صعيد الأمن الغذائي، رصدت الوكالة تقارير منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، التي حذرت من موجة جفاف غير مسبوقة تضرب المحاصيل الإستراتيجية كالقمح، مما يهدد بعجز في الحبوب يُقدر بملايين الأطنان.
أزمة الري المزمنة
وفي سياق متصل، أوضح المزارع “زياد رحال” أن انقطاع مياه الري من بحيرة قطينة منذ 14 عاماً حوّل الزراعة المروية إلى عبء مادي كبير، نتيجة التكاليف الباهظة لتركيب أنظمة ري بديلة.
كما أشار المزارع “أبو سميح” للوكالة إلى أن المزارعين يتجهون لزراعة اليانسون والكزبرة إلى جانب القمح كبدائل محتملة، بانتظار وعود الجمعية الفلاحية بتأمين البذار والسماد عبر قروض تُسدّد نهاية الموسم.
الخطة الرسمية والقرض الحسن
من جانبه، صرح “خالد الطويل”، مدير زراعة حمص، بأن المديرية وضعت خطة تستهدف زراعة 90 ألف هكتار في المحافظة، مشيراً إلى إطلاق مشروع “القرض الحسن” لدعم مزارعي القمح.
وأكد الطويل للوكالة أن هناك إقبالاً متزايداً على هذا القرض، حيث سُجل حتى الآن نحو 3300 مزارع يأملون في تجاوز عقبات التمويل التي واجهتهم في المواسم السابقة.
اقرأ أيضاً:أزمة الأمن الغذائي في سوريا: الزراعة بين التراجع والحلول المؤجّلة
اقرأ أيضاً:فرقة المعتصم تنهب الزيتون في عفرين وتمنع المزارعين من الوصول لأراضيهم