خيمت أجواء الدمار والمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة على أجواء الاحتفالات بأعياد الميلاد في كنيسة المهد ببيت لحم جنوب الضفة الغربية.
ولأول مرة منذ نكبة ١٩٤٨ غابت مظاهر الاحتفالات عن المدينة، ولم تزين الشجرة المضاءة ساحة الكنيسة حزناً على الانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأقيم بدلاً منها مجسم فني للفنان الفلسطيني “طارق سلسع”.
ويمثل المجسم مغارة الميلاد على شكل منزل مدمر وهو عبارة عن بقية أحجار مرصوصة على الأرض محاطة بأسلاك شائكة في إشارة للمدمار الذي لحق غزة جراء القصف الإسرائيلي.
وتضمن العمل أيضاً مجسماً للعائلة المقدسة وآخر للسيدة مريم وهي تحتضن المسيح على هيئة كفن يرمز لشهداء فلسطين، وثالث يمثل خريطة غزة باللون الرمادي.
فيما جسدت نجمة الميلاد شكل صاروخ إسرائيلي.
وشهد قداس الميلاد فعاليةً رفع خلالها العشرات من المواطنين علم فلسطين في ساحة الكنيسة مرددين أغاني لغزة، كما أرسل الأطفال رسائل دعم لأقرانهم في القطاع.
وعادة ما يبدأ موسم توافد السياح والحجاج على بيت لحم مطلع أيلول ويبلغ ذروته في أعياد الميلاد، لإضاءة شجرة توضع في ساحة الكنيسة تزينها المصابيح، وهو ما لم يحدث هذا العام تضامناً مع غزة.
وتعد كنيسة المهد المكان الأقدس للمسيحيين، حيث تقع على بعد نحو ١٠ كيلومترات جنوب القدس ويعتقد أنها شهدت ولادة السيد المسيح.
وبينت الكنيسة عام ٣٣٩ للميلاد، وأدرجت في لائحة التراث العالمي لليونسكو عام ٢٠١٢.