غضب في الشارع… وتعتيم في الشاشات: تجاهل إعلامي يثير التساؤلات
شهدت عدة محافظات سورية خلال الساعات الماضية خروج آلاف السوريين من أبناء الطائفة العلوية في مظاهرات غير مسبوقة شملت اللاذقية، طرطوس، حمص، وحماة، في تحرّك واسع حمل مطالب واضحة أبرزها اللامركزية، ووقف الانتهاكات، والإفراج عن المعتقلين والمختفين قسراً.
تجمعات ضخمة في مدن الساحل وسهل الغاب:
تركّزت أكبر المظاهرات في طرطوس، صافيتا، اللاذقية، جبلة، القرداحة، وحمص، إضافة إلى مناطق سهل الغاب بريف حماة.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بـوقف الانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية، والكشف عن مصير المختفين قسراً، وإعادة النساء المختطفات، إلى جانب المطالبة بالإفراج عن المدنيين والعسكريين الذين سلّموا سلاحهم يوم سقوط نظام بشار الأسد، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.
وأكد المحتجون أن مطالبهم تأتي استجابة لحالة من الاحتقان المجتمعي ورفضاً لسياسات التضييق والانتهاكات المستمرة.
الإعلام الرسمي: تغطية مقتضبة:
اكتفى الإعلام الرسمي بنشر خبر مختصر حول “احتجاجات مواطنين في حي الزهراء بمدينة حمص”، مشيراً إلى أن المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، استمع إلى مطالبهم لنقلها إلى الجهات المعنية”.
كما أشار الإعلام الرسمي إلى أن قوى الأمن الداخلي نفذت انتشاراً مكثفاً في مدينة طرطوس “لتأمين المواطنين والمرافق العامة”.
ولم يتطرق الإعلام الحكومي إلى حجم الاحتجاجات أو اتساعها في باقي المحافظات.
الإعلام الموالي للحكومة الانتقالية… خطاب شيطنة وتصعيد:
في المقابل، سارع الإعلام المقرّب من الحكومة السورية الانتقالية إلى شيطنة التظاهرات، واتهام المشاركين فيها بأنهم “فلول النظام السابق” و”متآمرون على وحدة البلاد”، وفق وصفه، في محاولة لنزع الشرعية عن مطالب المحتجين.
ووصل الأمر إلى حد استخدام مفردات مشابهة لخطاب الإعلام الرسمي السابق، حيث عمدت بعض المنابر إلى اتهام المتظاهرين بأنهم يتحركون بخلفيات سياسية تستهدف الاستقرار في المنطقة.
التلفزيون العربي: رواية “المندسين” بصياغة جديدة:
ولم يختلف أداء بعض وسائل الإعلام الإقليمية؛ إذ استخدم التلفزيون العربي صياغة قريبة من تلك التي كانت تُستخدم في إعلام النظام السابق.
وعند حديثه عن حوادث إطلاق النار، وصف الجهة المنفّذة بـ”المجهولين”، في استبدال مباشر لكلمة “المندسين” التي ارتبطت بمراحل سابقة من الخطاب الإعلامي السوري.
رسائل المحتجين: كرامة، عدالة، وحماية للمجتمع:
رغم التباين في التغطية الإعلامية، شدّد المتظاهرون في جميع المحافظات على أن حراكهم سلمي ويهدف إلى:
1- وقف الانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية
2- الكشف عن مصير المختفين والمختطفات
3- الإفراج عن المدنيين والعسكريين المعتقلين
4- اعتماد اللامركزية كحل لإدارة المناطق وحماية المجتمعات المحلية
5- إنهاء حالة الغموض التي تحيط بالملفات الأمنية والإنسانية
وأكد ناشطون من داخل المناطق المحتجة أن هذه التظاهرات تمثل “نقطة تحول” في التعبير العلني عن المظلومية والانتهاكات التي طالت شريحة واسعة من أبناء الطائفة العلوية.
إقرأ أيضاً: خروج آلاف المتظاهرين من أبناء الطائفة العلوية للمطالبة باللامركزية والإفراج عن المعتقلين
إقرأ أيضاً: اختفاء فتيات في طرطوس واللاذقية وحلب يثير القلق