قرار يُصدر ويُلغى خلال يوم واحد.. فوضى التعيينات المحلية في درعا

في الوقت الذي كان يأمل فيه أهالي محافظة درعا بأن تكون مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد بدايةً لإدارة محلية أكثر مهنية وشفافية، تكشف حادثة وثّقتها شبكة درعا 24 نموذجاً واضحاً لتكرار التخبط الإداري وغياب آليات واضحة للتعيين والعزل داخل المؤسسات المحلية.

ففي غضون أقل من 24 ساعة فقط، صدر قرار بتعيين رئيس بلدية جديد في بلدة عتمان شمال مدينة درعا، تلاه قرار آخر بإلغاء التعيين دون أي تفسير رسمي. وقد اطّلعت الشبكة على القرار الأول رقم 806 الخاص بإنهاء تكليف الرئيس السابق وتعيين البديل، ثم القرار رقم 807 الذي ألغاه مباشرة. ووفق مصادر محلية، فإن كلا القرارين صدرا في اليوم ذاته، بينما تم إبلاغ الشخص المعني في اليوم التالي دون توضيح الأسباب.

يقول أحد أبناء عتمان: “تحوّل المنصب إلى ورقة تُدار بقرارات متضاربة بين المحافظ ومدير المنطقة، بلا دراسة وبلا احترام للأهالي أو لمن تم تكليفه.”

فوضى القرارات تفتح باب الأسئلة:

هذه الحادثة أثارت موجة تساؤلات حول:

1- كيف تُدار التعيينات حالياً في درعا؟

2- من الجهة صاحبة القرار الحقيقي؟

3- لماذا تُصدر القرارات وتُلغى خلال ساعات قليلة؟

وجهاء البلدة يواجهون القرار: خطاب رسمي يطالب بإعادة التقييم:

اطّلعت الشبكة على خطاب رسمي موجّه من عدد من وجهاء بلدة عتمان إلى مدير منطقة درعا، يؤكدون فيه أنهم رشّحوا الشخص الذي تم تعيينه ثم إلغاء تكليفه، بعد اجتماع موسّع ضم وجهاء البلدة والمجلس المحلي.

وجاء في الخطاب، الموقّع من أكثر من عشرين وجيهاً، أن المرشح يتمتع بـ”مؤهلات علمية وسمعة جيدة وسيرة ثورية معروفة”، وأن إلغاء تكليفه خلال يوم واحد أثار بلبلة وفتح الباب للشائعات المسيئة. كما شدد الخطاب على أن إعادة تكليفه باتت ضرورية لدرء الفتنة والحفاظ على استقرار البلدة.

تضارب الصلاحيات… السبب الحقيقي خلف الفوضى:

تكشف المعلومات التي حصلت عليها درعا 24 أن سبب الارتباك لا يعود لخطأ إداري بسيط، بل إلى تضارب واضح في الصلاحيات. إذ أكّد مسؤول محلي فضّل عدم ذكر اسمه أن المحافظة أصدرت قرار التعيين دون الرجوع إلى مدير المنطقة، الذي اعتبر الأمر تجاوزاً على صلاحياته.

نحو إصلاح إداري أم استمرار للفوضى؟

هل ستعمل محافظة درعا على وضع آليات شفافة للتعيين داخل البلديات؟ أم ستبقى التعيينات رهينة تضارب النفوذ والمحسوبيات، مع استمرار إصدار قرارات تُطوى في اليوم نفسه؟

إقرأ أيضاً: الحل نت: كيف استحوذ “الشرع” على بوابة سوريا المالية والحدودية؟

إقرأ أيضاً: تعيين خريج علم نفس مديراً في مصفاة حمص يثير الجدل بين السوريين

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.