منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في الشهر الثاني من العام الماضي دأبت الولايات المتحدة الامريكية على لعب الدور الذي اعتادت القيام به عبر التاريخ المتمثل بنشر الفوضى وتغذية النزاعات وذلك خدمة لمصالحها الاستعمارية والتي ظهرت جلياً عبر اعلان دعمها السياسي والعسكري اللامحدود لنظام كييف النازي من بوابة تأييدها انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ومع تحقيق موسكو أهدافها العسكرية وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة سارعت واشنطن إلى امداد نظام كييف بالمرتزقة للقتال ضمن صفوف قواته المنهارة على محاور الجبهات ظناً منها أن ذلك سيقلب الكفة العسكرية لصالح النظام النازي إلا أن حسابات البيت الأبيض اثبتت فشلها على أرض المعركة بعد هروب معظم المرتزقة من ساحات القتال لاسيما أن قادة القوات الأوكرانية عمدوا إلى إقحام المرتزقة في الخطوط الامامية من الجبهات “ككبش فداء”
وعلى مبدأ شهد شاهد من أهله كشف الضابط في القوات الأوكرانية دميتري كوستيوك أن المرتزقة الأجانب الذين تعاقد معهم نظام كييف يفرون من البلاد تحت وقع القتال العنيف مع الجيش الروسي منذ بداية عمليته العسكرية في أوكرانيا.
ووفق صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” فإن من بين أكثر من 11 ألف مرتزق جاؤوا ليقاتلوا بصفوف قوات نظام كييف قتل نصفهم تقريباً على محاور القتال وأن وما يقرب من هذا العدد حزم حقيبة الظهر وغادر على عجل وعاد إلى بلده.
“مجرد لحم للاستهلاك” بهذه الجملة وصف الخبير العسكري بوريس جيرليفسكي المرتزقة المنضمين للقوات الأوكرانية بقوله: “إن مصير المرتزق العادي لا يحسد عليه والهالة الرومانسية لـ “جندي الحظ” غير موجودة ..هذا مجرد “لحم” عادي يُلقى في المعركة في أقسى الاتجاهات فمعظم المرتزقة هم مجرد لحم للاستهلاك وهذا لا يثير أسف أحد في أوكرانيا.
وأضاف الخبير العسكري أن هناك العديد من التقارير التي تشير إلى حدوث خلافات تصل إلى حد الاشتباك المسلح بين المرتزقة وممثلي القوات المسلحة الأوكرانية لافتاً إلى أن الضابط الأوكراني يفضل على خط المواجهة إرسال المرتزقة داخل وحدته القتالية إلى الهجوم خاصة إذا كانوا بولنديين ولهذا السبب يفر المرتزقة بجلودهم من أوكرانيا.
وتساءل جيرليفسكي بقوله.. إذا كان العسكريين الأوكرانيين أنفسهم ليسوا متحمسين بشكل خاص للقتال من أجل بلادهم ويستسلمون في جميع قطاعات المعركة تقريبًا فكيف للمرتزق أن يقاتل بشرف دفاعاً عن أرض هي ليست أرضه وشعب هو ليس بشعبه؟.
من جهته أكد سفير المهمات الخاصة في الخارجية الروسية روديون ميروشنيك أن العديد من الدول المهيمنة على السياسية الدولية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية تدعم تجنيد مرتزقة أجانب من خلال البعثات الدبلوماسية لأوكرانيا مطالباً بالحصول على تقييم قانوني لمثل هذه التصرفات من كييف.
وبين ميروشنيك أن البعثات الدبلوماسية الأوكرانية تؤسس لشبكة علاقات مع شركات التجنيد وبعض الأفراد المسلحين مشدداً على أن هناك عدداً من الدول تعمل جاهدة على غض الطرف عن مثل هذه التصرفات غير القانونية لأوكرانيا.
والملاحظ أن ما يجري في أوكرانيا اليوم من دعم امريكي أعمى يشابه الى حد كبير دعم البيت الأبيض للجماعات الإرهابية في سورية من جبهة النصرة الى تنظيم “داعش” وغيرهما والرامية إلى تقسيم البلاد ونهب مقدرات الشعب السوري فوق الأرض وباطنها.