فك شفرة القلق: لماذا يرفض أطفال ADHD الذهاب إلى المدرسة؟ (والحل في خطوات)
رفض المدرسة ليس “دلعاً”: كيف يتحول قلق فرط الحركة (ADHD) إلى نوبات بكاء صباحية؟تلك الدموع الصباحية المتكررة، ونوبات الغضب عند باب المدرسة، والشكاوى المفاجئة من آلام البطن… بالنسبة للكثير من الأهل، هي مؤشرات على “رفض المدرسة”. لكن علم النفس لديه تفسير أعمق، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
التحذير واضح: هذا الرفض نادراً ما يكون كسلاً. إنه في الغالب قلق داخلي عميق تغذيه تحديات لا يستطيع طفل الـ ADHD تجاوزها وحده.
المدرسة: من مصدر تعليم إلى “منطقة تهديد”
بالنسبة لطفل فرط الحركة، تُصبح المدرسة حقلاً من التحديات اليومية الشاقة:
صعوبة التركيز في الصف: الشعور المستمر بالفشل أو التوبيخ.
الإحراج الاجتماعي:
نتيجة الاندفاع أو عدم القدرة على تنظيم التفاعلات.
الفشل المتكرر: عدم إنجاز الواجبات والتعرض للعقاب أو الإحباط.
هذه التجارب المتراكمة تجعل الذهاب إلى المدرسة ليس مجرد نشاط اعتيادي، بل مصدر تهديد حقيقي يثير استجابة جسدية تلقائية: الهروب.
علم القلق: لماذا يختار الطفل التجنب؟
عندما يشعر الطفل بالقلق، يدخل جسده في نمط دفاعي فطري: القتال، الهروب، أو الجمود. وفي حالة المدرسة، يكون الهروب هو الخيار الأكثر شيوعاً.
يشعر الطفل بارتياح لحظي عندما يتجنب الذهاب، لكن هذا التجنب يعمل كـ”مُغذٍّ” للقلق. كل يوم يقضيه في البيت يرسخ في ذهنه فكرة أن المدرسة خطيرة، مما يجعل العودة أصعب بكثير.
كسر حاجز الخوف: العلاج بالتعرّض خطوة بخطوة
الأخبار الجيدة هي أن هناك استراتيجية مثبتة لكسر حلقة التجنب هذه: “العلاج بالتعرض”.
الفكرة بسيطة: بدلاً من تجنّب الخوف، يجب تعريض الطفل له تدريجياً وبأمان. الهدف هو تدريب الجهاز العصبي على تحمّل الشعور بعدم الارتياح حتى يتلاشى القلق تلقائياً.
هذه الخطة تُعرف بـ “التسلسل الهرمي”، وهي عبارة عن خطوات صغيرة جداً يتم إنجازها بنجاح مع دعم ومكافآت.
سيناريو العودة التدريجية (مثال عملي):
لا تبدأ بالدوام الكامل! خطة العودة يجب أن تكون كالآتي:
الركوب في السيارة نحو المدرسة.
الوقوف أمام الباب فقط.
دخول المبنى والقيام بجولة سريعة.
الجلوس خارج الصف أو مع صديق في مكان آمن.
البقاء لفترة قصيرة جداً (ربع ساعة) داخل الصف.
الدوام حتى فترة الغداء، ثم العودة الكاملة.
الهدف: إثبات للطفل أن خوفه كبير، لكن قدرته على تحمله أكبر.
شراكة إجبارية: الأهل والمعالجون والمدرسة
نجاح هذا “العلاج التدريجي” يتطلب تحالفاً متكاملاً:
الأهل والمعالج:
عبر جلسات علاج سلوكي معرفي (CBT) منتظمة لمراجعة تقدم الطفل.
المدرسة:
يجب أن تقدم تسهيلات داعمة، مثل:
تخفيف الواجبات، تعديل مكان الجلوس، أو السماح للطفل ببدء اليوم في مكان يشعر فيه بالأمان (كمكتب الأخصائي النفسي).
إذا لم تنجح هذه التدخلات، قد تكون الخيارات المتاحة هي العلاج الدوائي أو البحث عن بيئة تعليمية علاجية بديلة.
قاعدة المنزل الذهبية: لا تجعل البقاء ممتعاً
إذا اضطر الطفل للبقاء في المنزل، يجب على الأهل تطبيق قاعدة حاسمة: لا ينبغي أن يتحول اليوم المنزلي إلى مكافأة أو وقت ممتع.
ينصح الخبراء بجعل اليوم الدراسي المنزلي خالياً من الشاشات والأنشطة المسلية، مع التركيز على روتين ممل ومهام دراسية بسيطة. الهدف هو ألا يرى الطفل أن الهروب كان الخيار الأفضل.
في ليلة العودة:
تجنّب الجدال والتوتر. وفي الصباح، استبدل العتاب بالتعاطف الهادئ: “أعلم أن الأمر صعب، لكني واثقة أنك قادر على تجاوزه”. هذه الكلمات هي أفضل دعم يمنح طفلك الأمان اللازم لمواجهة قلقه.
إقرأ أيضاً : موسم العودة للمدرسة: استراتيجيات ذكية لتجنب الفوضى وبدء عام دراسي ناجح
إقرأ أيضاً : سوبر ماما مُرهقة؟ إليكِ 5 أسرار لتجاوز فوضى العودة للمدرسة!
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام