تأخر صدور تسعيرة شراء العنب في حمص يرغم الفلاحين على البيع للقطاع الخاص
داما بوست -عمار ابراهيم| تبرز مشكلة تسعير محصول العنب في حمص سنوياً، بالإضافة إلى عدم مناسبتها لجهد الفلاح والتكاليف الباهظة التي دفعها مقابل جني الموسم.
حيث إن الجهات المعنية تأخرت في إصدار التسعيرة، والتي كانت تحدد في أوقات مبكرة مقارنة بما يحصل خلال الأعوام الأخيرة، وهو ما يتسبب بخسارة المزارعين للمحصول نتيجة الحرارة العالية والضرر الذي تسببه الحشرات.
وقال عيسى (مزارع من منطقة المخرم بريف حمص الشرقي) إن: “مزارعي العنب اعتادوا لسنوات طويلة بيع إنتاجهم للشركة العامة لتصنيع العنب في حمص وفق تسعيرة مناسبة وفي وقت مناسب، إلا أن تأخر صدورها منذ نحو عامين كان يرغمنا على بيع المحصول لصالح القطاع الخاص”.
اقرأ أيضاً: مديرية زراعة درعا تقدر إنتاج المحافظة من العنب.. زراعته تراجعت خلال الأزمة
وتحدث المزارع عن بعض التكاليف التي يتكبدها، إذ أن “حراثة دونم واحد تكلف 250 ألف ليرة، بينما وصلت أسعار المبيدات الحشرية والمحروقات وأجور النقل أرقاماً عالية جدآ، بالإضافة إلى التقليم مع إنتاج ضعيف لوحظ للموسم الحالي”، حسب قوله.
وبين مزارع آخر خلال حديثه لشبكة “داما بوست” أن “بعض الفلاحين لا يرشون المبيدات الا في حال كان المحصول ضعيف البنية فيستخدمون زهر الكبريت لأنه رخيص، وهو عكس ما يقوم به أصحاب الأراضي ومشاريع العرايش كون أسعار المحصول مرتفعة وتعوض التكاليف”.
ولفت المزارع إلى “أسباب بيع المحصول للقطاع الخاص، حيث أن المعامل الخاصة تدفع ثمن العنب بنفس تسعيرة معمل عنب حمص، وتتحمل أيضاً أجور النقل على نفقتها، وتستلم نفس نوعية العنب التي تسلم للمعمل وأسعار منتجاتها أرخص من معمل عنب حمص في الأسواق”.
واستغرب المزارع اختلاف وزارتي الزراعة والصناعة على رقم التسعيرة، دون اكتراث لخسارة الفلاح د وهو الذي أصبح يتلف محصوله بالكامل ويعتكف عن العودة للزراعة”.
من جهته، بين مصدر شركة تصنيع العنب بحمص لـ “داما بوست”: أن “كمية المبيعات من مختلف الأصناف وصلت لحوالي 389 طناً، بقيمة أرباح بلغت حوالي 2,7 مليار ليرة، في حين أنتجت حوالي 425 طناً من المشروبات الكحولية”.
ولفت المصدر إلى أن “الشركة أنهت استعداداتها منذ تموز الماضي لكن تسعيرة العنب لم تصدر من اللجنة الاقتصادية حتى تاريخ 16/9/2024، وتم التواصل مع اتحاد فلاحي حمص الذي عقد اجتماعاته مع الجمعيات الفلاحية لكنه أبلغ منهم أن الفلاحين قامو بتسويق المحصول لتجار القطاع الخاص”.
مشيراً إلى أن “الشركة سوف تعتمد على المخازين المتوفرة لديها وهي جيدة وتسمح باستمرار العملية الإنتاجية”، متمنياً من الجهات المعنية أن يتم التسعير باكراً في العام القادم لعدم الوقوع في المشكلة نفسها، وهو ما يؤمن مصلحة الشركة وعمالها ومصلحة الفلاحين في الوقت ذاته”.
اقرأ أيضاً: انتهاء عمليات استلام العنب العصيري من مزارعي السويداء
وكان اتحاد الفلاحين اقترح ألا يقل سعر كيلو العنب عن 4200 ليرة، لكنه تم رفض هذا السعر من اللجنة الاقتصادية لأن رفع التسعيرة في العام الماضي سبب خسائر للمعمل بسبب رفع سعر الصندوق في الأسواق، وحددتها ب 2500 ليرة فقط.
يذكر أن شركة تصنيع العنب بحمص صدرت حوالي 14,5 أطنان من منتجاتها إلى الأسواق الخارجية وخاصة أوروبا وأمريكا، وفق الأرقام الرسمية ما يطرح السؤال عن الكميات التي يمكن زيادة تصديرها في حال تم تسويق محاصيل المزارعين بأكملها.