محدث: الإفراج عن عامر مطر.. عقب استياء حقوقي وشعبي
أفرجت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الانتقالية عن المدير المؤسس لـ”متحف السجون السورية” الناشط الحقوقي عامر مطر بعد توقيفه أمس على الحدود اللبنانية.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، قال إنه بعد استكمال التحقيقات واطلاع الجهات المختصة على كامل تفاصيل القضية، تبيّن أن طبيعة الوثائق المضبوطة بحوزته لا تستوجب الاستمرار في التوقيف.
وأوضح البابا أن النيابة العامة اطلعت على التحقيقات وبناءً على ذلك، وحرصًا على تطبيق مبدأ سيادة القانون بعد انتهاء موجبات توقيف الناشط مطر، تقرر الإفراج عنه اليوم، بموجب كفالة.
ويوم أمس، أقدمت السلطات السورية، على اعتقال الناشط الحقوقي عامر مطر، المدير المؤسس لـ”متحف سجون سوريا”، وذلك أثناء مروره عبر معبر الجديدة الحدودي باتجاه الأراضي اللبنانية.
ويأتي هذا الاعتقال بعد أيام فقط من افتتاح متحف “سجون داعش” في مقره داخل المتحف الوطني بدمشق، وهو مشروع توثيقي يقوده مطر لتخليد ذاكرة ضحايا الاعتقال والتعذيب والانتهاكات الجسيمة في سوريا.
عامر مطر، الذي يحمل الجنسية الألمانية، وهو من أبرز الشهود في محكمة كوبلنز الألمانية التي حاكمت ضباطاً من أجهزة أمن النظام السوري بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية. كما يُعرف مطر بجهوده في توثيق جرائم تنظيم داعش، حيث أسس مشروعاً توثيقياً حقوقياً نادراً من نوعه تحت مسمى “متحف سجون داعش”.
انتقادات واسعة وتنديد حقوقي:
أثار خبر اعتقال عامر مطر غضباً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون ومنظمات حقوقية بالإفراج الفوري عنه، واعتبروا ما جرى اعتقالاً تعسفياً يندرج في إطار سياسة تكميم الأفواه واستهداف الأصوات الحقوقية.
وفي بيان رسمي، أدان “متحف سجون سوريا” الاعتقال، واعتبره فعلًا انتقاميًا غير قانوني يستهدف أحد الأصوات المدافعة عن ضحايا الاعتقال والاختفاء القسري في سوريا. كما أكد البيان أن عناصر أمنية منعت فريق المتحف من الاستفسار عن مكان احتجاز مطر أو الجهة التي اقتيد إليها، وسط تعتمٍ كامل حول مصيره حتى الآن.
خلفيات الحادثة:
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن اعتقال مطر جاء بعد سجال حاد دار بينه وبين مسؤول في وزارة الداخلية السورية خلال لقاء رسمي جرى قبل أيام، حيث هدد المسؤول مطر صراحة بالاعتقال بعد نقاش دار حول ملف المفقودين السوريين ونشاط المتحف الحقوقي، قبل أن يتم توقيفه أثناء مغادرته البلاد.
الداخلية: مطر متهم بالحصول على وثائق أمنية بطرق غير قانونية:
قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة السورية الانتقالية نور الدين البابا إن توقيف الناشط الحقوقي عامر مطر تم وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، وذلك استناداً إلى معطيات تفيد باستغلال عمله للحصول على وثائق رسمية تخص الجهات الأمنية بشكل غير قانوني، ومحاولة استخدامها لغايات شخصية.
وأضاف: “كان مطر قد أُخطر بضرورة مراجعة الجهة المختصة للنظر في هذه المعلومات وتوضيح ملابساتها، إلا أنه لم يستجب لذلك، وحاول مغادرة البلاد عبر معبر حدودي دون استكمال الإجراءات المطلوبة، مما استدعى توقيفه بشكل أصولي وإحالته إلى القسم المختص للقيام بالإجراءات اللازمة”.
دعوات للكشف عن مصيره والإفراج الفوري:
يطالب ناشطون ومنظمات حقوقية محلية ودولية بـ:
1- الكشف الفوري عن مكان احتجاز عامر مطر
2- الإفراج عنه دون قيد أو شرط
3- محاسبة المسؤولين عن الاعتقال التعسفي
4- وقف استهداف الناشطين والصحفيين في سوريا
ويحذر حقوقيون من تصاعد عمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري في سوريا، خاصة بعد تكرار اعتقال شخصيات في الفترة الأخيرة، من بينهم المحامي السوري “مالك محمود الجيوش”، دون أي بيانات رسمية توضح ملابسات الاعتقالات أو أسبابها.
إقرأ أيضاً: السلطات السورية تعتقل الصحافي والناشط الحقوقي عامر مطر