مرضى السرطان في تل أبيض يواجهون معاناة مزدوجة بين نقص العلاج وصعوبة التنقل
يواجه مرضى السرطان في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات قاسية تتعلق بالحصول على الرعاية الصحية.
وتتجسد هذه المعاناة في غياب المراكز الطبية المتخصصة، وصعوبة وتكاليف العلاج في الخارج، والمخاطر الكبيرة التي يواجهونها خلال رحلاتهم بحثاً عن بصيص أمل
شهادات من قلب المعاناة
بحسب شهادات مرضى لموقع “العربي الجديد”، فإن التكاليف الباهظة للأدوية والجرعات العلاجية تشكل عبئاً لا يطاق.
ويقول المريض مصطفى طاهر إنه يواجه صعوبة في تأمين ثمن العلاج الكيميائي ومصاريف الإقامة في تركيا، حيث يضطر إلى السفر وحيداً، مما يزيد من الضغط النفسي عليه.
وتؤكد المريضة أمل الحسين أن الكثير من المصابين توفوا نتيجة الإهمال الطبي، وتكشف أن أعداد المرضى في المنطقة في تزايد مستمر.
كما يوضح جاسم الجهود أن تكلفة الدواء يمكن أن تصل إلى 500 دولار أميركي، مشيراً إلى أن المعاناة الأكبر تكمن في التأخر في تشخيص المرض ومتابعته
غياب المراكز المتخصصة والحصار الجغرافي
لا يوجد في منطقة تل أبيض أي مركز متخصص لعلاج السرطان، مما يجبر المرضى على التوجه إلى تركيا أو العاصمة دمشق.
وتتسم هذه الرحلات بالخطورة والصعوبة البالغة. ففي حال التوجه إلى تركيا، يتحمل المرضى جزءاً كبيراً من تكاليف العلاج بعد أن كانت المستشفيات توفرها مجاناً.
أما الوصول إلى دمشق فيتم عبر طرق تهريب خطرة ومليئة بالألغام، حيث تبلغ تكلفة العبور نحو 100 دولار، وفقاً لما أكده خليل حسن الحمادي، مدير ومؤسس فريق “بذرة خير وتعاونوا” التطوعي
جهود تطوعية ومطالبات بوضع حد للأزمة
في ظل هذا الواقع الصعب، يبرز دور فريق “بذرة خير وتعاونوا” الذي يقدم الدعم النفسي والمادي لـ 159 مريضاً بالسرطان في المنطقة.
ويقوم الفريق بجمع التبرعات وتوفير جرعات العلاج أو ثمنها، بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي للمرضى ومتابعة حالاتهم الصحية.
ويطالب الحمادي بضرورة إنشاء مراكز متخصصة ومختبرات للأورام في المنطقة، وتوفير الأدوية والعلاج الإشعاعي مجاناً.
كما أكد أن هناك وعوداً رسمية حديثة بدعم مرضى السرطان، جاءت بعد ضغوط شعبية أعقبت تسجيل حالات وفاة لعدد من المصابين مؤخراً، بينهم طفلان
إقرأ أيضاً: انخفاض منسوب المياه في سد ميدانكي بريف عفرين يثير مخاوف سكانية