حماه.. حوادث متكررة لتشويه صور نساء متفوقات
شهدت مدينة حماة، وسط سوريا، خلال الأيام الماضية حادثة أثارت جدلاً واسعاً بعد أن أقدم مجهولون على تشويه وإحراق لوحات إعلانية كانت تحمل صور طالبات متفوقات في مرحلة الشهادة الثانوية، وضعت في الشوارع تكريماً لنجاحهن.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد أحرق أشخاص مجهولون إحدى اللوحات بالقرب من السكن الجامعي في المدينة، فيما تعرضت صور أخرى للتشويه من خلال طلائها باللون الأسود لإخفاء وجوه الطالبات وأيديهن. ولم تقتصر الظاهرة على الشوارع فقط، إذ انعكست أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث جرى تداول الصور بعد تشويهها.
الحادثة في حماة لم تكن الأولى من نوعها، إذ شهدت مدينة إدلب قبل نحو أسبوعين واقعة مشابهة، تمثلت في تشويه لوحة إعلانية ضمت صور عدد من الإعلاميين المحليين. وتعرضت حينها صورة الإعلامية نوار حسن فقط للطلاء بالأسود، في حين تُركت بقية صور الإعلاميين الرجال من دون أي مساس. وبرر الفاعلون ذلك بأنها “غير محجبة”، وفق ما تداول ناشطون.
هذه الحوادث المتكررة أثارت نقاشات واسعة بين سوريين حول الحريات الفردية، ودور المجتمع في تكريم الناجحين والناجحات بعيداً عن الاعتبارات الشخصية أو الدينية، في وقت لم تُعرف فيه حتى الآن هوية منفذي عمليات التشويه أو دوافعهم.
ويرى متابعون أن تكرار هذه الظاهرة يعكس توتراً اجتماعياً وثقافياً متصاعداً، ويطرح تساؤلات حول موقف السلطات والمجتمع من حماية الفضاء العام من مظاهر التشدد أو التمييز.
اقرأ أيضاً:قضية روان: جريمة تشعل فتيل التوتر الطائفي وتختبر دور السلطات