سيطرة عائلية على السلطة في سوريا.. جدل حول ترؤس شقيق الرئيس الشرع اجتماعاً وزارياً

أثار ظهور ماهر الشرع، الأمين العام لرئاسة الجمهورية وشقيق الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وهو يترأس اجتماعاً وزارياً لمراجعة أداء الوزارات، موجة واسعة من الجدل والانتقادات، ما أعاد إلى الأذهان نمط “الحكم العائلوي” الذي ساد في سوريا لعقود.

شقيق الرئيس في منصب رئيس الوزراء غير المعلن

على الرغم من إعلان السلطات الجديدة برئاسة أحمد الشرع إلغاء منصب رئيس الوزراء بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، ظهر ماهر الشرع في عدة اجتماعات رسمية، كان آخرها الاجتماع الوزاري يوم الثلاثاء، مما جعله يبدو وكأنه يشغل منصب رئيس الوزراء الفعلي دون إعلان رسمي.

حذف الخبر: قناة “الإخبارية السورية” الرسمية نشرت الخبر في البداية، لكنها حذفته لاحقاً، مما زاد من التساؤلات حول صلاحيات ماهر الشرع الفعلية وتوقيت الاجتماع  وفق منصة “INT”.

تساؤلات حول وزير الإعلام: أثار ظهور وزير الإعلام حمزة مصطفى في الصور المرفقة بالخبر، رغم تواجده ضمن الوفد السوري في نيويورك، مزيداً من الشكوك حول طبيعة الاجتماع.

تنديد بعودة “الحكم العائلوي”

أثارت هذه التطورات ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن ما يحدث هو تكريس لنهج الحكم العائلي والمحسوبية على حساب المؤسسات:

انتقادات لاذعة: اعتبر الناشطون أن ما يجري يعكس عودة لـ “لعنة توريث السلطة العائلية”، وأن الأمر لم يتجاوز تحول السلطة من عائلة إلى أخرى، دون تغيير في جوهر الحكم.

بعد طائفي: ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، مشيرين إلى أن التغيير لم يتجاوز الإطار العائلي والطائفي، حيث علق أحدهم بتهكم: “رحلتنا من عيلة حرامية إلى عيلة حرامية… بس المهم أنها سنية”.

تعيينات عائلية متسلسلة

لم يكن ترؤس ماهر الشرع للاجتماع الوزاري حالة معزولة، بل جاء ضمن سلسلة من التعيينات لأفراد من عائلة الرئيس وأقاربه في مواقع حساسة وحيوية:

تعيينات بارزة: سبق تعيين ماهر الشرع أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية (مطلع نيسان/أبريل)، تعيين أشقاء وأقارب آخرين في مناصب مهمة، منها:

  • حازم الشرع: رئيساً لهيئة الاستثمار.
  • أويس الشرع: مسؤولاً أمنياً عاماً لمدينة دمشق.
  • أحمد الدروبي (شقيق زوجة الرئيس): أميناً لصندوق البنك المركزي.
  • ماهر مروان (عديل الرئيس): محافظاً لدمشق.

وقد أعادت هذه التعيينات إلى الأذهان ممارسات النظام السابق في عهد “آل الأسد”، حيث تحولت الدولة إلى ساحة نفوذ للعائلة والمقربين.

الرئيس يترأس كل شيء: “المجلس الأعلى للتربية والتعليم” مثالاً

كما طال الانتقاد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع نفسه لترأسه لجان ومجالس لا تتناسب مع مؤهلاته، مثل تشكيل وترؤس “المجلس الأعلى للتربية والتعليم” أواخر آب/أغسطس الماضي، الذي يضم وزراء التربية والتعليم العالي والأوقاف، بالإضافة إلى خبراء.

سخرية من المؤهلات: تساءل سياسيون وناشطون ساخرين: “رئيس بالكاد معه بكالوريا بيترأس مجلس التعليم العالي؟”، معتبرين أن الشرع يكرر نهج بشار الأسد في “التمسك برئاسة كل شيء تقريباً”، في إشارة إلى هيمنة شخص الرئيس على كل مفاصل الدولة.

“المعلم الأول”: علق ناشطون بتهكم على هذه الممارسات بالقول إن الرئيس يطبق شعارات حافظ الأسد مثل “المعلم الأول” و”راعي العلم والعلماء”، متسائلين عن سبب إصرار الرئيس على رئاسة كل اللجان والمجالس.

 

اقرأ أيضاً:صلاحيات ماهر الشرع تثير تساؤلات دستورية.. ومخاوف من تغييب دور مجلس الوزراء

اقرأ أيضا:من وراء الستار: هل أسعد الشيباني هو الحاكم الفعلي لسوريا؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.