لماذا ينهار طفلك عند العودة للمنزل؟ الأسباب العلمية لـ “اِنْهيار ما بعد المدرسة”

هل لاحظتِ هذا التناقض المحيّر؟ طفلك يخرج من باب المدرسة كـ “ملاك صغير” مثالي ومنضبط، لكن بمجرد أن يطأ عتبة المنزل، يتحول إلى كتلة من الغضب أو البكاء أو التمرد؟

إذا كان هذا المشهد مألوفاً، فاعلمي أنكِ لستِ وحدك، ولا يوجد خطأ في تربيتك. ما تشهدينه هو ظاهرة شائعة جداً تُعرف علمياً باسم “اِنْهيار ضبط النفس ما بعد المدرسة” (After-School Restraint Collapse).

هذا الانهيار ليس تمرداً، بل هو إشارة إلى أن طفلك شعر بأمان المنزل الكافي ليسمح لنفسه أخيراً بإفراغ كل الطاقة العاطفية والمشاعر المكبوتة التي تحملها طوال اليوم.

الأمان يحرر المشاعر: ما سر الانهيار؟
خلال ساعات الدراسة، يواجه الأطفال عالماً مليئاً بالمتطلبات: الجلوس بانضباط، حل المشكلات، الاندماج الاجتماعي، وكبت الإحباطات الصغيرة. كل هذا يتطلب مجهوداً هائلاً من أجهزة التحكم الذاتي لديهم.

عندما يصل الطفل إلى المنزل، تنخفض مستويات الكبح لديه بشكل مفاجئ. البيت هو المساحة الآمنة حيث يمكنه أن يكون على طبيعته بالكامل دون محاكمة. لذلك، قد تظهر المشاعر المكبوتة على شكل:

نوبات غضب أو صراخ غير مبررة.

بكاء شديد أو سلوك طفولي.

سلوك عدائي أو وقح يوجه تحديداً للوالدين.

هذه الظاهرة أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين يمتلكون حساسية عالية، أو لديهم تحديات تعليمية أو اجتماعية تستنزف طاقتهم بشكل مضاعف.

خطة الوالدين: 5 طرق للتعامل مع “انفجار الأمان”
التعامل مع هذا الانهيار يتطلب الصبر، التفهم، وتغيير بسيط في روتين ما بعد المدرسة:

السماح بالإفراغ الآمن: دعي طفلك يعبّر عن غضبه أو حزنه في مساحة آمنة. تجنبي التدخل المباشر أو العقاب الفوري. هو يحتاج إلى تفريغ، وليس إلى درس في السلوك.

التواصل بالتعاطف: استخدمي عبارات داعمة مثل:

“أعرف أن يومك كان طويلاً ومتعباً، أنا هنا لأجلك”. إظهار التفهم يقلل من حدة الانفعال.

غذاء الجسم والعاطفة:

الجوع والتعب وقود للانهيار. وفّري وجبة خفيفة وصحية فوراً عند الوصول، وقبلها، لا تنسي جرعة من العناق لتجديد الشعور بالأمان.

روتين الاسترخاء الهادئ:

وفّري وقتاً للانتقال الهادئ بين المدرسة والواجبات. يمكن أن يكون هذا الوقت مخصصاً لنشاط مهدئ مثل اللعب الهادئ، أو الاستماع للموسيقى، أو حتى الجلوس بهدوء في السيارة لدقائق.

المعالجة بعد الهدوء:

بعد انتهاء نوبة الغضب وتهدئة الطفل، تحدثي معه عن مشاعره بعبارات بسيطة. الأهم هو أن يشعر بالحب والقبول غير المشروط، حتى عندما تكون تصرفاته سيئة.

الخلاصة:

إن انهيار ما بعد المدرسة هو في جوهره ثناء على شعور طفلك بالأمان معك. دعمك، صبرك، والروتين الهادئ هو أفضل علاج لمساعدة طفلك على تنظيم مشاعره والنمو العاطفي.

إقرأ أيضاً: تهيئة طفلك للمدرسة: الدعم النفسي قبل الأدوات المدرسية

إقرأ أيضاً: طفلك يرفض الذهاب إلى المدرسة؟.. 5 أسباب وحلول لا تتجاهلها

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.