الشرع في نيويورك: حراك اقتصادي ودبلوماسي وسط تساؤلات حول النتائج
قام الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، بحراك اقتصادي ودبلوماسي في نيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف استكشاف فرص لإعادة ربط سوريا بالاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة والتحديات. تجاوزت زيارة الشرع الطابع البروتوكولي التقليدي، وركزت على إبراز الإمكانات الاستثمارية في عدة قطاعات.
لقاءات مع شركات عالمية
عقد الشرع جلسة رفيعة المستوى نظمتها غرفة التجارة الأميركية، حضرها ممثلون عن 39 شركة أميركية وعالمية، لمناقشة فرص الاستثمار في قطاعات الطاقة، البنية التحتية، الصناعة، الصحة، التكنولوجيا، والخدمات المالية.
في قطاع الطاقة، حضر ممثلون عن شركات مثل شل، شيفرون، وتوتال إنرجيز، لمناقشة إعادة تأهيل البنية التحتية النفطية ونقل تقنيات التنقيب والإنتاج. وشارك في البنية التحتية والصناعة شركات مثل كاتربيلر، بوينج، وبارسونز، لمناقشة مشاريع بناء المطارات والجسور والطرق.
أما في الصحة والتكنولوجيا الحيوية، فقد حضرت شركات مثل أبوت، سيمنز هيلثينرز، وجي إي للرعاية لمناقشة توفير أجهزة وأدوية والمساهمة في إعادة تأهيل المستشفيات. كما حضر في القطاع الاستهلاكي والغذائي ممثلون عن بروكتر آند جامبل، بيبسيكو، وسن رايز فودز، وفي الخدمات المالية شركات مثل سيتي جروب، دي إل إيه بايبر، وأيكو، لمناقشة ربط النظام المصرفي السوري بالنظام المالي العالمي. قطاع التكنولوجيا والرقمنة شاركت فيه شركات مثل جوجل، مايكروسوفت، فيزا، وأوبر، لبحث تحديث أنظمة الدفع الإلكتروني والاتصالات.
الجانب السياسي
شارك الشرع في قمة كونكورديا العالمية، والتقى مستثمرين وخبراء اقتصاديين لمناقشة الشراكات بين القطاعين العام والخاص خلال مرحلة إعادة الإعمار. وألقى أول خطاب رئاسي سوري في الأمم المتحدة منذ عام 1967.
مؤشرات دولية ورمزية دبلوماسية
أشار مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى مناقشات محتملة لتخفيف العقوبات أو رفعها، وفق تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
تساؤلات حول الجدية
في الوقت نفسه، يطرح المراقبون تساؤلات حول مدى جدية هذه التحركات الاقتصادية على أرض الواقع، خصوصًا في ظل العقبات السياسية والاقتصادية الداخلية، وإمكانية ترجمة اللقاءات والمباحثات إلى مشاريع فعلية تستثمر فيها الشركات الأجنبية.
وأكد الباحث في الاقتصاد السياسي محمد الموسى أن زيارة الشرع تتيح للشركات الاطلاع على الإمكانات الاقتصادية لسوريا، مشيرًا إلى أن أي تقدم في الملف السياسي قد يؤثر على النمو الاقتصادي وجاذبية الاستثمار.
اقرأ أيضاً:سيطرة عائلية على السلطة في سوريا.. جدل حول ترؤس شقيق الرئيس الشرع اجتماعاً وزارياً