بعد العدوان العنيف المتواصل على الأحياء السكنية في مختلف المناطق اللبنانية، ونزوح عدد كبير من الأشخاص إلى سوريا، أظهر الشعب السوري مشاعر الحب والتآخي بطرق مختلفة، فالبعض يتسمّر أمام شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام لمتابعة الأخبار وكل مستجداتها، والبعض الآخر يحاول فتح المنازل والقلوب للبنانيين، ضمن حملة شعبية عفوية لا شعارات فيها.
وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر على سوريا، إلا أن عدداً كبيراً من الأشخاص أعلنوا استعدادهم إيواء النازحين في منازلهم الخاصة، كما أُطلقت دعوات لتنظيم حملات للتبرع بالدم، بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة السورية استعدادها لاستقبال ومعالجة الجرحى اللبنانيين.
وأعلن مدير الدفاع المدني في حمص العميد مهذب المودي تجهيز 5 مراكز إيواء رئيسية تتسع لحوالي 40 ألف شخص و9 مراكز إيواء احتياطية تتسع لحوالي 25 ألف شخص، وهي مجهّزة بكل الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء ومرافق صحية وهاتف، وفيها مواد الإيواء الضرورية بما في ذلك أدوات المطبخ.
وعدّلت وسائل الإعلام السورية برامجها، وأفردت ساعات يومية لنقل أخبار العدوان، إلى جانب إطلاق حملات تضامنية، كحملة “القلب ينبض في الجنوب” على تلفزيون الخبر.
وقال مدير تلفزيون الخبر بشير عبدالله عبد الوهاب لصحيفة “الأخبار” اللبنانية: “إن التغطية تنطلق من منطلق الهوية والإنسانية أولاً، قبل أن تكون من منطلق مهني أو إخباري فقط، فالعدو عدو مشترك.”
وشهدت المعابر الحدوديّة مع سوريا، زحمة خانقة لآلاف اللبنانيين والسوريين، وأكدت مصادر ميدانية لـ”الأخبار” أن نقطة المصنع – جديدة يابوس وحدها شهدت عبور أكثر من 6 آلاف شخص خلال 36 ساعة، مشيرة إلى أن موجات العبور شملت كل نقاط الحدود.
وواكب السوريون المشهد عند الحدود، بحملة تعاطف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع تحرّك رسمي سوري على مستوى المحافظين الذين وجّهوا بتقديم التسهيلات اللازمة لعبور الوافدين، كما خفف الأمن العام اللبناني من إجراءاته لتسهيل خروج هذه الأعداد الكبيرة، فتم التغاضي عن بعض الأوراق الثبوتيّة.