تزامناً مع شحّ المحروقات.. توقعات بارتفاع أسعار الحطب إلى مستويات قياسية
عمار ابراهيم- داما بوست| يتزامن بدء فصل الشتاء مع ارتفاعات فلكية تشهدها أسعار الحطب في مختلف المحافظات السورية، سواء كانت جملة ومفرق، بالكيلو والطن، في تكرار لمعاناة سنوية يتكبدها المواطن في رحلة تأمين الدفء
وتنذر نهاية شهر أيلول واقتراب فصل الشتاء كل عام، بارتفاع سعر كيلو الحطب، وتفاوته بين محافظة وأخرى، وقابلية الزيادة بشكل مستمر مع زيادة الطلب على المادة بعد ارتفاع أسعار المازوت.
ويتسبب شح المحروقات وكميات المازوت المخصصة للعائلة بالسعر المدعوم، وغلاء تكلفة شرائه من السوق السوداء باستغلال بعض التجار لهذه الأزمة كما يحصل في الكثير من الحالات بطبيعة الحال.
فارتفعت أسعار الحطب حتى قبل بدء الشتاء، ووضع تجاره أسعارهم الكيفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ وصل سعر الكيلو من أرضه إلى 4000 ـ5000 ليرة، في حين يصل أرقاماً أعلى للمقطعة الجاهزة للاستعمال.
اقرأ أيضاً: أكثر من 3 مليون للطن.. ارتفاع بورصة الحطب وتجارة دون رخصة
وارتفع سعر الطن الواحد من الحطب، إلى أكثر من 3 ملايين ليرة سورية بحسب يا تم الإعلان عنه عبر صفحات على “فيسبوك”، وسط توقعات لتُجّار الحطب، بارتفاعٍ أكثر مع اقتراب موجات البرد في الشتاء، بعد أن ثبت عند حاجز مليونين ونصف العام الماضي.
ويبحث السوريون عن الطريقة الأفضل لتأمين الدفء لعائلاتهم خلال فصل الشتاء، فلا 50 لتر مازوت كاف، ولا قدرة لهم على شراء الحطب بهذه الأسعار، مع رواتب هزيلة وأجور قليلة بالماد تكفي قوت يومهم.
وقال أبو حسن، من سكان حي العباسية بمدينة حمص، لشبكة “داما بوست” إنه سيتوجه لجمع النايلون والكرتون وبقايا الأخشاب في الطرقات، فهذه هي الوسيلة الوحيدة المتبقية بالمجان في ظل هذا الواقع المزري، حسب تعبيره.
من جهته، تحدث أحد أصحاب المحال المخصصة لبيع الحطب في حي المهاجرين ورفض الإفصاح عن اسمه، عن الأسباب التي أدت لارتفاع سعر الحطب حتى هذا الحد، والتوقعات بارتفاع إضافي خلال أشهر البرد.
ورد البائع أحد الأسباب لارتفاع أولها البنزين والمازوت، حيث يتجاوز سعر لتر البنزين الحر في السوق السوداء 20 ألف ليرة، ويستهلك منشار الحطب وسطياً “بيدون” بسعة 20 لتر لتقطيع طن واحد، أي ما يعادل 400 ألف ليرة”.
وتابع البائع بأن “هناك تكاليف إضافية منها أعطال المنشار لاسيما “الكف” أو الدارة الكهربائية وقطع الجنزير خلال العمل، وارتفاع أجرة اليد العاملة والنقل من الأرياف إلى المدينة”.
ولفت البائع إلى عودة فتح المحال والمستودعات المخصصة لبيع الحطب أمام المواطنين بعد إغلاقها بداية شهر أيار، حيث اتجه أصحابها لجمع الحطب الاخضر وتكديسه فيها كي ينشف ويتم تقطيعه وبيعه شتاء.
وبين أن سعر الطن الواحد من مادة الحطب يتراوح بين مليونين وخمسمئة ألف، وثلاثة ملايين ليرة سورية، بحسب نوعه وجودته، ما بين الليمون والزيتون والسنديان.
اقرأ أيضاً: السماح باستيراد 10 آلاف طن من الحطب
يشار إلى أن السوريين يبحثون منذ سنوات عن حلول محلية لمواجهة صعوبات الحياة، وفيما يخص التدفئة فالقائمة تطول، من تفل الزيتون والسبيرتو والكحول، كما أنهم اضطروا للعودة عقوداً وقروناً إلى الوراء، حتى أصبح روث الحيوانات أحد تلك الحلول.