فرضت تبعات الظروف المعيشية الراهنة، حالة من الابتكار والإبداع بالنسبة لكثير من المواطنين السوريين، حتى وصل الحال ببعضهم إلى صنع العطور لتعويض عجزهم عن شرائها بعد ارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرتهم على صرف مبالغ كبيرة في سبيل “الرفاهيات”.
ووصل الحال إلى إيجاد بدائل وحلول بالنسبة للعطورات، حيث سجل أرخص نوع من العطورات وذات نوعية أقل من جيدة قرابة 17 ألف لزجاجة “العروس” الشهيرة، فيما البديل منها لا يحتاج إلا للورود أو أوراق الأشجار التي تحتوي في طبيعتها على زيوت، وبعض ماء الزهر وزجاجة عطر، حسب قول السيدة “جوهرة. ي” وهي ربة منزل من طرطوس لـ ” داما بوست”.
وعن طريقة تحضير عطر خاص بأوراق الريحان التي تتمتع برائحة تشبه رائحة النظافة على حد تعبير “جوهرة”.. “نقوم بوضع لترين من الماء في وعاء على نار هادئة، وانتظارها لتصل لمرحلة الغليان، في هذه اللحظة نقوم بإضافة كمية من أوراق الريحان، وتركها تغلي لمدة لا تقل عن عشر دقائق، بعدها نقوم بمرحلة التبريد وإضافة بضع قطرات من ماء الزهر إن “وجد” وتعبئته ضمن بخاخات العطر الموجودة واستخدامه كعطر”.
وبحسب “جوهرة” يمكن استخدام هذه الطريقة مع أي نوع الأوراق أو الزهور التي تحمل في أوراقها زيوتاً، مشيرةً إلى عطر الياسمين والورد الجوري وغيره الكثير مما يمكن صناعته وتحضيره منزلياً بمكونات بسيطة.
وعن درجة الثبات، تقول “جوهرة” لا يوجد درجة ثبات للعطر وإنما تختلف كثافة الرائحة بين الخفيفة والثقيلة تبعاً لكمية المواد الداخلة، ولكن يمكنك كل فترة من الزمن أن تضع بضعاً من الرشات، لتجديد الرائحة، مؤكدةً أن الرائحة ذكية ويعول عليها، وستحاول في قادم الأيام من تطوير درجة ثباتها.
ومن كان يتوقع أن يصل الحال ببعض الناس لإيجاد بدائل حتى للعطور، فالعطر يعتبر من أساسيات الحياة عند السوريين، وتقليد اعتيادي قبل الخروج من المنزل وبعد الاستحمام، وهو أشبه بالعادة، ويعدُ مؤسفاً لكثيرين معرفة أن نسبة من السوريين والسوريات اليوم صارت تلجئ إلى اختراع بدائل من الطبيعة، في سبيل الحفاظ على عادة طالما كانت تشكل لهم إضافة هامة.