وزير الخارجية السوري يلتقي مسؤولاً إسرائيلياً في باريس برعاية أمريكية.. وإليكم أبرز بنود الاتفاق
في تطور دبلوماسي لافت وغير مسبوق منذ ربع قرن، شهدت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً جمع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية في الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر.
وجرى اللقاء الذي استمر أربع ساعات برعاية المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بهدف إحياء قنوات الحوار والتوصل إلى تفاهمات أمنية، لا سيما فيما يتعلق بجنوب سوريا.
تفاصيل اللقاء والتأكيد الأمريكي
وأكد السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، عبر منصة “إكس”، أن الاجتماع عُقد مساء الخميس بحضور مسؤولين من الجانبين، مشدداً على أن “هدف اللقاء كان الحوار ووقف التصعيد، وقد تحقق ذلك بالفعل”.
وأضاف باراك أن جميع الأطراف أبدت التزامها بمواصلة هذه الجهود، مما يشير إلى نية حقيقية لدى الطرفين لتهدئة التوترات.
وبحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، يعد هذا اللقاء الأعلى مستوى من نوعه منذ محادثات جنيف عام 2000، التي رعاها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وجمعت آنذاك بين وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إيهود باراك.
وقد نقل الموقع عن مصادر إسرائيلية أن المحادثات ركزت بشكل أساسي على الترتيبات الأمنية الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في الجنوب السوري وتفادي تكرار الأزمات الأمنية الأخيرة.
كما أعرب مسؤول إسرائيلي كبير عن أمل تل أبيب في أن يفتح هذا اللقاء الباب أمام خطوات دبلوماسية مستقبلية مع دمشق، واصفاً إياه بأنه قد يكون “بداية لمسار طويل لبناء الثقة”.
من المقرر أن يواصل المبعوث الأمريكي لقاءاته في باريس، حيث سيجتمع صباح اليوم الجمعة بوزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بحضور نظيره السوري، لمتابعة التطورات السياسية والميدانية في سوريا.
بنود اتفاق خفض التصعيد في السويداء والقنيطرة
في سياق متصل، كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن بنود اتفاق جديد تم التوصل إليه بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة برعاية أمريكية، يهدف إلى خفض التصعيد بين الطرفين، ومن أبرز ما جاء في هذا الاتفاق:
- السويداء تحت الرقابة الأمريكية: سيتم تحويل الملف الأمني في محافظة السويداء إلى الجهات الأمريكية، التي ستتولى متابعة تنفيذ بنود الاتفاق.
- انسحاب القوات من السويداء: ينص الاتفاق على انسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية، على أن تتولى الفصائل الدرزية تمشيط القرى للتأكد من إخلائها من هذه القوات.
- مجالس محلية ولجنة توثيق انتهاكات: تشكيل مجالس محلية من أبناء السويداء لتقديم الخدمات، إلى جانب لجنة لتوثيق الانتهاكات ترفع تقاريرها إلى الطرف الأمريكي.
- نزع السلاح في القنيطرة ودرعا: ينص الاتفاق على نزع السلاح في مناطق القنيطرة ودرعا، وتشكيل لجان أمنية محلية من السكان لا تملك السلاح.
- قيود على دخول المنظمات: يُمنع دخول أي منظمة أو مؤسسة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، باستثناء منظمات الأمم المتحدة التي يُسمح لها بالعمل في المنطقة.
وقبل عدة أيام، ذكرت وكالة “رويترز” أن التصعيد الأخير جنوب سوريا جاء نتيجة “سوء فهم” من الإدارة السورية، التي ظنت أنها حصلت على ضوء أخضر أمريكي-إسرائيلي يسمح لها بمهاجمة السويداء.
اقرأ أيضاً: بين “الدروز” و”الخطوط الحمراء”: هل تنجح “إسرائيل” في رسم معادلة جديدة؟
اقرأ أيضاً: ما بعد الأسد: تصدّع في الوعي السوري واستقطاب يهدد مستقبل البلاد